صدر الصورة، Getty Images
22 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، 13:39 GMT
آخر تحديث قبل 2 ساعة
في جولة الصحف اليوم، نطالع مقالاً يدق ناقوس الخطر بشأن الثقة المتزعزعة باضطراد في القيادة الاقتصادية الأمريكية؛ ومقالاً آخر ينتقد الاتحاد الأوروبي ويشكك في مصداقيته بسبب موقفه من إسرائيل. وأخيراً هل سيحرمك الذكاء الاصطناعي من وظيفتك؟
ونبدأ جولتنا من صحيفة نيويورك تايمز، التي يشير مقال فيها إلى القمة الاقتصادية الكبرى المرتقبة في سيول بحضور قادة العالم؛ حيث سيلتقي فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ لأول مرة منذ ست سنوات.
وتقول كل من ريبيكا ليسنر وميرا راب-هوبر في مقالهما إن الأمل مُعلَّق على لقاء الثنائي في استقرار العلاقات المتوترة بين القوتين العظميين؛ ومع ذلك فـ”حتى الانفراجة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لن تُعيد الثقة في القيادة الاقتصادية الأمريكية”.
ويشرح المقال أنّ تزعزع الثقة في الاقتصاد الأمريكي يأتي بسبب استمرار ترامب في فرض تعريفات جمركية باهظة بشكل عقابي أحادي الجانب، أدى إلى “قلب النظام الاقتصادي الدولي القائم على القواعد، الذي قادته أمريكا لمدة 80 عاماً”.
ويحذّر المقال من أن عدم وجود خطة مستقبلية، ينذر بأن الولايات المتحدة “لا تُسرّع من تراجعها فحسب، بل تُجبر العالم أيضاً على دخول عصر جديد من الفوضى”.
فبعد الحرب العالمية الثانية، وضعت أمريكا وحلفاؤها نهجاً لتنظيم العلاقات بين الدول، وبصفتها الدولة الحليفة “الوحيدة” التي تجنبت دمار الحرب الشاملة، أصبحت الولايات المتحدة قائدة هذا النظام العالمي الجديد والقائم عليه، بحسب المقال.
هذا النظام العالمي منح واشنطن اليد العليا على مر السنين، إلى أن تولى ترامب منصبه لولاية ثانية في يناير/كانون الثاني؛ حيث تشن إدارة ترامب “حملة تدمير شاملة حالياً”، بحسب وصف ليسنر وراب-هوبر.
فعلى الصعيد الاقتصادي، فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية مُعيقة بدلاً من التجارة الحرة والمفتوحة، مُعاقبةً ليس فقط منتهكي قواعد التجارة مثل الصين، بل أيضاً حلفاء أمريكا، والمستهلكين الأمريكيين، بارتفاع الأسعار الناتج عن التعريفات.
وعلى الصعيد السياسي، يُهدد ترامب بعمل عسكري ضد فنزويلا، بدلاً من التمسك بالسيادة ومبدأ عدم الاعتداء، رغم أنه لم يتخذ أي إجراء ملموس عندما انتهكت روسيا المجال الجوي لحلف الناتو.
كما تودد ترامب إلى “قادة استبداديين” بحسب وصف الكاتبتين، مثل فلاديمير بوتين، والسيد شي، وكيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية، مُشيراً إلى أن واشنطن قد لا تدافع عن حلفائها الديمقراطيين.
ووصف المقال هذه الممارسات للإدارة الأمريكية بأنها “انتحار للقوى العظمى؛ حيث لم يسبق للقوة العظمى الحاكمة في العالم أن فككت عمداً نظاماً مُصمماً للحفاظ على قيادتها”، مرجحاً أن ينتهي الأمر بـ”فترة فوضوية”.
وهذا الاضطراب سيولّد المزيد من العنف، يضاف إلى العنف الحالي الذي شمل دول الشرق الأوسط. وقد يمتد الصدام إلى المجال الاقتصادي، بإبطاء النمو العالمي، ودفع الدول إلى سباق للحصول على الموارد من المعادن الأساسية إلى أشباه الموصلات المتقدمة.
ويختتم المقال بأن العالم يحتاج إلى قوة تنظيمية جديدة، “لا توجد أي دلائل على ظهورها”؛ فالرؤية الجديدة هي القادرة على تحويل الفوضى إلى فرصة لإعادة الابتكار بتعميق التعاون التكنولوجي والاقتصادي والأمني مع حلفاء واشنطن.
الاتحاد الأوروبي “يتهرب” من مسؤوليته إزاء غزة
صدر الصورة، Anadolu via Getty Images
التعليق على الصورة، مظاهرة في بروكسل تطالب بوقف التجارة مع إسرائيل
ننتقل إلى صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال ينتقد “الارتياح الجماعي” لقادة أوروبا بعد خطة ترامب للسلام في غزة، التي يرى المقال أن أوروبا تستخدمها “ذريعةً للاستمرار في التقاعس”.
وتقول ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في روما، إن تعاطي الحكومات الأوروبية مع حرب غزة كان “على عكس غزو روسيا لأوكرانيا”.
فقد فرض الاتحاد الأوروبي على روسيا تسع عشرة عقوبة؛ ما يؤكد وقوف أوروبا “بحزم” إلى جانب أوكرانيا دفاعاً عن الديمقراطية والقانون الدولي؛ أما في غزة، “فقد حطمت أوروبا مصداقيتها أمام العالم”.
وتقول توتشي إن الحكومات الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل “يُمكن اتهامها بالتواطؤ في جرائم الحرب الإسرائيلية” على حد تعبيرها، فقد امتنعت عن ممارسة أي ضغط على الجناة، بينما واصلت التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري معهم.
وتقارن كاتبة المقال بين استجابة الاتحاد الأوروبي لحراك الشباب قبل خمس سنوات فيما يتعلق بتغير المناخ، وتجاهل “الغضب الجماهيري” إزاء “انتهاكات” إسرائيل للقانون الدولي.
وينتقد المقال استغراق عامين من الحرب في غزة، كي تعترف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، وتقترح المفوضية أولى التدابير العقابية “الخجولة” تجاه إسرائيل، كفرض عقوبات على وزراء متطرفين ومستوطنين عنيفين، وتعليق الامتيازات التجارية للاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، لم تُنفَّذ أيٌّ من هاتين الخطوتين في المفوضية؛ حيث يتطلب فرض العقوبات موافقةً بالإجماع بين حكومات الاتحاد الأوروبي “وهو أمرٌ مستبعد”؛ أما الامتيازات التجارية فتعليقها تحوّل إلى “حبر على ورق” نظراً لمعارضة ألمانيا وإيطاليا.
والآن، أتاحت خطة ترامب لأوروبا “مَهرباً” على حد وصف المقال، شارحاً بأن أوروبا استطاعت “تحويل الانتباه من الإجراءات العقابية تجاه إسرائيل إلى الدعم الأوروبي للخطة الأمريكية”.
وتضيف توتشي بأن الحكومات الأوروبية باتت تتسابق للمساهمة بالمساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، ومراقبة الحدود، واختفى الحديث عن الضغط على إسرائيل تقريباً. علاوة على أن إسرائيل تصر على أنها لن تسمح للأوروبيين بلعب دور في إعادة إعمار غزة إلا إذا أُسقطت الإجراءات العقابية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي.
وأشار المقال إلى أن إسرائيل “لم تحترم” وقف إطلاق النار تماماً مع قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بينما قُتل آخرون برصاص حماس.
وتحذّر الكاتبة من أنه ما لم يمارس المجتمع الدولي، وخاصةً الولايات المتحدة وأوروبا، ضغطاً أكبر بكثير على إسرائيل، فسيكون الأرجح أن النقاط المتبقية من خطة ترامب “لن ترى النور”.
وتختتم توتشي مقالها بأن دعم خطة ترامب والضغط على إسرائيل لا تناقض بينهما؛ “فالضغط على إسرائيل هو السبيل الوحيد لتجاوز العقبات السياسية”، وإذا تحقق ذلك، فإن أوروبا بذلك تساهم “مساهمة متواضعة لكن إيجابية” في السلام في المنطقة.
الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الاهتمام بك
صدر الصورة، Getty Images
ونختتم جولتنا بصحيفة الـ”أوبزرفرز” البريطانية؛ ومقال لـ ميلاني ريد، يحاول طمأنة بعض من هم في سن العمل على وظائفهم أمام ثورة الذكاء الاصطناعي، لا سيما فيما يتعلق بوظائف رعاية المرضى.
وتتحدث كاتبة المقال من منطلق أنها مصابة بشلل رباعي منذ خمسة عشر عاماً بعد حادث سير، قائلةً إنها لا تظن أن هناك روبوت رعاية تفاعلياً متطوراً، يمكنه أن يُمسك بالمريض إذا كان مُعرَّضاً للسقوط من فوق السرير، على سبيل المثال.
وتقول إن هذه المهارات بسيطة لكنها دقيقة، وتشكل أساسيات التفاعل البشري، وهي بعيدة كل البعد عن متناول الذكاء الاصطناعي اليوم، رغم محاولات الباحثين تطوير مستشعرات تحاكي حاسة اللمس.
وهناك جدل قوي بأن جميع المهارات العملية والناعمة المستخدمة في الرعاية الاجتماعية، والتمريض، وتربية الأطفال الصغار، “قد تصبح مقاومة للذكاء الاصطناعي”، أي أن العاملين في هذا المجال في أمان مِن فقْد وظائفهم.
وترى ريد أن هذه المهارات التي تشكل “جوهر الوجود الإنساني” غالباً ما تكون “نسائية”، متهمة الرجال بأنهم من يُطلقونَ أكثرَ الادعاءاتِ غرابةً حول قدرة الذكاء الاصطناعي على القيام بكلّ شيء.
وضربت كاتبة المقال مثالاً بما قاله الدكتورُ رومان يامبولسكي، المهتم بالذكاء الاصطناعي، حين أثار ذعراً في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، مُشيراً إلى أنَّ تطويرَ الروبوتاتِ الشبيهةِ بالبشرِ سينتج عنه أتمتةُ جميعِ الأعمالِ البدنيةِ بحلولِ عامِ 2030، ما يُؤدي إلى فقدان 99 في المئة من العُمّال لوظائفهم.
وتوضح ريد أن الثقة في الذكاء الاصطناعي تبلغ أعلى مستوياتها في قطاعات الاتصالات والاستشارات والبحث، وتنخفض في قطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية والعمل الاجتماعي والتعليم.
وفي بحثٍ أجراه معهد توني بلير حول اختلاف المواقف تجاه الذكاء الاصطناعي، كانت النساء أقل اقتناعاً بهذا المجال من الرجال بشكل ملحوظ.
وأضاف المقال أن القطاعين الأكثر تشكيكاً في الذكاء الاصطناعي هما الرعاية الاجتماعية والبناء، وهما القطاعان الأشد حاجةً إلى الموظفين.
وختمت مقالها بأن هناك استنتاجاً مثيراً للاهتمام في هذا المجال، مفاده أنه قد ينتهي بنا المطاف إلى أن يقوم البشر بكل الأعمال الشاقة، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي جميع الوظائف الراقية.