وقالت لجنة الطوارئ المحلية إن المدينة باتت “خالية من السكان” بعد موجة نزوح جماعي، ووصول نحو 700 شخص، بينهم نساء وأطفال، إلى قرية جبلية قريبة من مدينة الدلنج، بعد رحلة شاقة استغرقت أكثر من 10 ساعات في ظل أوضاع أمنية متدهورة.

وتعد بابنوسة حلقة وصل حيوية في إقليم كردفان، إذ تقع على خط سكة حديد يربط ثلاث مدن رئيسية: كوستي في ولاية النيل الأبيض، ونيالا عاصمة حكومة تحالف “تأسيس” التي تضم قوات الدعم السريع، إضافة إلى مدينة واو في جنوب السودان.

 وتشير التقارير إلى أن قوات الجيش بدأت بالانسحاب تدريجيا من المدينة، بعد أسابيع من الحصار والقصف المدفعي. وأكد العقيد تاج التجاني، قائد قطاع غرب كردفان في قوات الدعم السريع، أن قواته تضمن خروجا آمنا لجنود الجيش الراغبين في المغادرة طوعًا.

وكانت آخر محاولة إمداد للجنود المحاصرين قد باءت بالفشل، بعد أن أسقطت قوات الدعم السريع طائرة من طراز “إليوشن”، ما أدى إلى مقتل طاقمها المؤلف من ثلاثة روسيّين وبيلاروسي واحد، بحسب بيان رسمي نشرته على “إنستغرام”.

 وفي ظل احتدام المعارك غرب السودان، يواجه إقليما دارفور وكردفان أوضاعًا إنسانية وأمنية حرجة، خاصة بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور. ويشكل الإقليمان نصف مساحة السودان تقريبًا، ويقطنهما نحو 30% من سكان البلاد، إلى جانب احتوائهما على ثروات نفطية وحيوانية ضخمة.

تزامنًا مع هذا التصعيد، تتزايد الشكوك بشأن فرص نجاح المبادرات الدولية لوقف الحرب. وكانت المجموعة الرباعية (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، مصر) قد طرحت في 12 سبتمبر خطة تتضمن وقف إطلاق النار وهدنة إنسانية تمتد لثلاثة أشهر، يليها مسار سياسي شامل.

وفيما أعلنتقوات الدعم السريع موافقتها على الخطة، لم يصدر الجيش أي موقف رسمي حتى الآن، وسط تقارير تشير إلى ضغوط يُمارسها حلفاؤه من تنظيم الإخوان للاستمرار في الحرب.