رواج أعمال درامية قصيرة بالذكاء الصناعي في الصين

القاهرة – بوابة الوسط الإثنين 10 نوفمبر 2025, 02:38 مساء

تشبه حلقات مسلسل «المرآة الغريبة للجبال والبحار» الصينية أي مسلسل حقيقي، إذ تحمل مختلف سمات المسلسلات التقليدية، كالتنانين والأبطال ذوي الجاذبية القوية والحبكات المؤثرة، إلا أنّ كل ذلك مُنتَج بالكامل باستخدام الذكاء الصناعي.

BCD Ad BCD Ad

مع أكثر من 50 مليون مشاهدة عبر «الإنترنت»، يعكس نجاح هذا المسلسل شغفا واسعا في الصين بالمسلسلات القصيرة المنتجة بالذكاء الصناعي. لكن هذه الظاهرة تُثير مخاوف بشأن احتمال تأثيرها سلبا على الوظائف واحترام حقوق الطباعة والنشر، وفقا لوكالة «فرانس برس».

يقول مبتكر المسلسل تشين كون إنّ الحلقات القصيرة من هذه المسلسلات القصيرة (لا تتخطى أحيانا 30 ثانية) المُنجزة لتناسب الهواتف الذكية، قابلة للتنفيذ بفعالية بواسطة الذكاء الصناعي لأن المُشاهدين لا يلاحظون بسهولة العيوب البصرية كما يرصدونها عبر التلفزيون.

ويضيف «حتى لو أنّ الذكاء الصناعي لم يصل بعد إلى جودة الإنتاج السينمائي التقليدية، إلا أنّ بإمكانه تلبية احتياجات المسلسلات القصيرة في البداية». ويطالب الصينيون بمزيد من هذه الأعمال.

تأثير الإبهار ببرامج ذكاء صناعي متنوعة
استخدم تشين في مسلسله برامج ذكاء صناعي متنوعة، منها «تشات جي بي تي» (غير متاح في الصين بدون شبكة افتراضية خاصة) للسيناريو، و«ميدجورني» للصور الثابتة، و«كلينغ ايه آي» لتحويل الصور إلى شرائط فيديو، و«سونو» للموسيقى التصويرية. أما تركيب المشاهد والدبلجة فأنجزها بشر حصرا.

ومن جانبها، تقول أوديت أباديا، وهي معلمة في كلية شنغهاي فانكوفر للسينما في شنغهاي، لوكالة «فرانس برس»، إن الذكاء الصناعي «يُقلّص بشكل كبير من تكاليف الإنتاج ويُسرّع العملية بأكملها». وخلال حصة لها ، علّمت المدرسة طلابها كيفية استخدام أدوات ذكاء صناعي في كل مرحلة تقريبا من مراحل صناعة الأفلام.

أدخل الطلاب تعليمات في «دي زاين»، وهي منصة لتعديل الصور تعمل بالذكاء الصناعي، تُولّد في ثوان صورا لدببة قطبية ومستكشفين ستُستخدم في فيلم وثائقي عن الحياة البرية. وكانت بعض النتائج أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع.

وتقول أباديا إنّ «تكنولوجيا الذكاء الصناعي هي طريقة أخرى لسرد القصص. يمكن الحصول على تأثير الإبهار، وتفاصيل غريبة ومُذهلة».

– الذكاء الصناعي يواجه سينما الرسوم المتحركة بآفاق وتحديات
– ممثلة مطورة بالذكاء الصناعي تثير الغضب في هوليوود

تقدّم الكلية، برنامج مساعد للإنتاج الافتراضي ابتكرته بمساعدة برنامج «كوين» من مجموعة «علي بابا» التكنولوجية العملاقة. ويُنتج البرنامج في ثوان مُلخّصا يروي قصة مُصوّر زفاف يُتورّط من غير قصد في مُؤامرات إجرامية.

وترى أوديت أباديا أنّ على طلابها الاستعداد لمستقبل ستتطلب فيه كل وظائف السينما والتلفزيون استخدام الذكاء الصناعي. وتُؤكّد أنّ الكلية تواصل رغم كل ذلك تشجيع مخرجي الأفلام المستقبليين على «تصوير أفلام بمساعدة بشر ومع ممثلين ومعدّات تقليدية، لأنّنا نريد دعم هذا القطاع».

واقعية ورخيصة الثمن
كان استخدام الذكاء الصناعي من جانب شركات الإنتاج نقطة خلاف رئيسية خلال إضراب كُتّاب وممثلي هوليوود عام 2023. وهذا العام، أثار إطلاق الممثلة الافتراضية المُولّدة بالذكاء الاصطناعي تيلي نوروود جدلا كبيرا.

من جانبه، يشعر تشين كون بالتفاؤل بشأن ظهور وظائف جديدة، وخصوصا تلك المخصصة لكتابة التعليمات لبرامج الذكاء الصناعي.

ولا تزال المخاوف بشأن حماية حقوق الطباعة والنشر قائمة، لأنّ نماذج الذكاء الصناعي تعتمد بشكل كبير على الأعمال الموجودة من دون نظام تعويض مناسب للمعنيين. ويمكن للمحتوى المُنتَج بواسطة الذكاء الصناعي أن يُسرق بدوره، إذ ان تشين يلاحق قضائيا شخصا استخدم عناصر من مسلسله عبر مواقع التواصل من دون الحصول على إذنه.

ورغم الاستعانة بالذكاء الصناعي، تنبع هذه المحتويات «من مخيلتنا، سواء تعلق الأمر بمظهر شخص أو وحش»، على قوله. ويضيف «هذه ابتكارات أصلية تماما»