203%.. هذا الرقم المرعب يحكي قصة انقسام عملة واحدة في بلد واحد. دولار واحد يساوي 1625 ريال في عدن، و540 ريال فقط في صنعاء.. نفس البلد، نفس اليوم، عملتان مختلفتان! كل دقيقة تمر، تذوب مدخرات اليمنيين أكثر في الهواء. هذه الفجوة الصادمة، الكارثة المتفاقمة، ترصد نزيفاً اقتصادياً رهيباً لم تشهد له اليمن مثيلاً من قبل.
تشهد اليمن حالياً فجوة مدمرة في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء، حيث يصل الفارق إلى 1083 ريال يمني للدولار الواحد. المواطنين العاديين بين صدمة الواقع وبحثهم عن استقرار اقتصادي يبدو بعيداً. ‘المواطن اليمني اليوم يعيش كابوساً حقيقياً، عملته تختلف حسب المنطقة التي يعيش فيها’، هذا هو الحال المرير الذي يعيشه اليمنيون الآن.
قد يعجبك أيضا :
منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2014، تتوالى الأزمات الاقتصادية بشكل غير مسبوق. الأحداث الجارية تذكر بانهيار مماثل حدث في لبنان عام 2019، لا فرق إلا في سرعة التدهور وشدة تأثيره. الأوضاع ستزداد سوءاً إذا لم يتم تنفيذ تدخل عاجل وتوحيد السلطة النقدية لإيقاف الانهيار.
اليوم، يواجه اليمنيون تحديات يومية صعبة. تحتاج ربة البيت إلى حقيبة مليئة بالنقود لشراء الخضار، بينما راتب الموظف لا يكفيه لأسبوع واحد. والأكثر مأساوية، هو عدم قدرة المرضى على شراء أدويتهم. في ظل هذا الوضع الكارثي، يشهد اليمن انهياراً اجتماعياً واقتصادياً هائلاً.
قد يعجبك أيضا :
الفجوة المدمرة في أسعار العملة تعكس عمق الأزمة اليمنية وتنذر بكارثة إنسانية كبيرة. بدون تدخل عاجل من المجتمع الدولي، سيشهد اليمن انهياراً اقتصادياً كاملاً ومجاعة جماعية. على العالم أن يسارع في التحرك، بينما اليمنيون بحاجة لحماية مدخراتهم بالتحول إلى العملات الصلبة. “إلى متى سيصمت العالم أمام انهيار شعب بأكمله؟ وهل ستصبح اليمن أول دولة في التاريخ تنقسم عملتها قبل أراضيها؟”
