تابع قناة عكاظ على الواتساب
ما الذي يدفع الإنسان إلى التورط في محتوى مسيء للآخرين أو مخالف لأنظمة النشر ؟!
هل هو الجهل بالنظام، أم الاستخفاف بجدية تطبيقه، أم ضعف الخبرة وانعدام البصيرة تحت وهج وسائل التواصل الاجتماعي وغياب كوابح الرقابة الذاتية ؟!
أتفهم اندفاع بعض الجمهور خلف أضواء الشهرة والحضور في منصات التواصل، بسبب انعدام الخبرة والمعرفة بالمحاذير القانونية والموانع الرقابية، لكن أن يندفع أصحاب الخبرة والمعرفة فذلك أمر لافت، وقد قرأت مرة تعليقاً مخالفاً لأحد الكتّاب المعروفين في منصة تويتر (X)، فأرسلت له – بدافع الصداقة – أنصحه بحذف تعليقه حتى لا يعرّض نفسه للمساءلة القانونية وملاحقة قضايا التشهير الشخصي، لكنه كابر وأصر على إبقاء تعليقه، وهو موقف استغربته منه رغم خبرته الإعلامية، فهل أفقدت أضواء منصات التواصل حتى أصحاب الخبرة حكمتهم وقدرتهم على وزن الأمور ؟!
والبعض لا يكتفي بإثارة الرأي العام المحلي، بل يتجاوز ذلك إلى التدخل في شؤون الدول والشعوب وكأنه وزير للخارجية أو للإعلام، فيحرِج دولته، ويمس مصالح علاقاتها بالدول الصديقة، ويثير الفتن مع شعوبها !
وما فائدة نشوة لفت الانتباه أمام العامة في منصات التواصل من خلال كتابات متجاوزة أو تعليقات مخالفة، عندما تقع الفأس في الرأس، ويجد صاحب المحتوى نفسه أمام القانون وعقوباته التي قد تصل إلى السجن أو الغرامات الباهظة ؟! عندها يجد نفسه وحيداً يواجه مصيره القانوني، دون أن ينفعه أحد ممن صفقوا له أو طبّلوا في تلك المنصات !
باختصار.. لماذا يطغى هوس التعليق على كل حدث، والدخول في كل جدل، والسعي المحموم وراء زيادة المشاهدات وأعداد المتابعين، على قدرة البعض على التفكير وتجنّب الهفوات والوقوع في الزلل، حتى وإن كان الثمن شهرة حارقة لا يبقى من أثرها سوى غرامة مفلسة أو قضبان مقيدة ؟!
