afp_tickers

تم نشر هذا المحتوى على

01 ديسمبر 2025 – 19:27

تلقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يواجه ضغوطا سياسية وعسكرية متزايدة، جرعة دعم قوية الاثنين من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جدد تأكيد استنفار الأوروبيين لضمان “سلام عادل ودائم” لكييف، عشية لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مع زيلينسكي غقاب لقائهما في باريس “لقد أتاح لنا الاجتماع تعزيز التشاور بين جميع الأوروبيين، وكذلك تنسيق وجهات نظرنا مع المفاوضين، والتأكيد مجددا على أهمية استنفار الجميع من أجل سلام عادل ودائم”. 

ورحّب ماكرون بجهود الوساطة الأميركية، لكنه أوضح أن “لا خطة مُنجَزَة اليوم بالمعنى الدقيق للكلمة”. وأضاف أنه “لا يمكن إنجاز (هذه الخطة) إلا بحضور الأوروبيين حول الطاولة. وبالتالي، ما زلنا في مرحلة تمهيدية”.

أما زيلينسكي، فأعرب عن أمله في التباحث مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في “قضايا رئيسية” وصفها بأنها “صعبة للغاية”، متّصلة بخطة واشنطن، بعدما أفاد المفاوض الأوكراني رستم عمروف الاثنين بتسجيل “تقدم كبير” بشأن مسودة الخطة، مع أنه أشار إلى أن “تعديلات” لا تزال ضرورية.

وشدّد زيلينتسكي على أن إرساء “أمن حقيقي” يقتضي الحرص على عدم نيل روسيا “اي مكافأة” عن هذه الحرب.

وتأتي هذه المحادثات في ظل تحقيق الجيش الروسي في تشرين الثاني/نوفمبر أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام، بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب الذي يعمل مع “مشروع التهديدات الحرجة”. 

ففي شهر واحد، سيطرت روسيا على 701 كيلومتر مربعة في أوكرانيا، وهو ثاني أكبر تقدم لها بعد التقدم الذي أحرزته في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2024 والبالغ 725 كيلومترا مربعة، وذلك باستثناء الأشهر الأولى من الحرب في ربيع 2022.

إلاّ أن زيلينسكي قّلّل من شأن هذه الأرقام، مشيرا إلى الطبيعة المتغيرة للمكاسب في حالة الحرب. 

أما على الساحة الداخلية، فيواجه زيلينسكي فضيحة فساد لطخت سمعة الحكومة وأطاحت كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الذي اضطر إلى الاستقالة.

وأكّد ماكرون في هذا الشأن أنه يرفض “إعطاء دروس” لأوكرانيا، معتبرا أن “الديكتاتورية الحقيقية” تكمن في روسيا.

وبعد الاجتماع الثنائي بين زيلينسكي وإماكرون، أجرى الرئيسان محادثات هاتفية مع المفاوضَين ويتكوف وعمروف اللذين يعقدان اجتماعات  في فلوريدا.

– أسبوع “محوري” لأوكرانيا-

كذلك تحادث زيلينسكي وماكرون مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وعدد من قادة الدول الأوروبية (ألمانيا، وبولندا، وإيطاليا، والنروج، وفنلندا، والدنمارك، وهولندا)، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته. 

ويتوجه زيلينسكي إلى أيرلندا الثلاثاء في أول زيارة له لهذه الدولة المحايدة.

ورأت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قبل اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد في بروكسيل الاثنين أن الأسبوع الطالع قد يكون محوريا لأوكرانيا. ويأمل الأوروبيون بألاّ تضحي واشنطن بأوكرانيا، إذ يخشون أن تدفع كييف التي تشكل في نظرهم سدا في وجه الطموحات الروسية ثمن تساهل إدارة ترامب مع الرئيس بوتين.

وقالت عقب اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل “أخشى أن يُمارس الضغط كله على الطرف الأضعف، لأن استسلام أوكرانيا هو أسهل سبيل لإنهاء هذه الحرب”.

وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن الأوروبيين سيعارضون أي “سلام مفروض” على أوكرانيا.

وقال ميرتس بعد المحادثات الهاتفية مع زيلينسكي وماكرون والقادة الأوروبيين الآخرين “نحن نتبع نهجا واضحا: لا يمكن اتخاذ أي قرار  في شأن أوكرانيا وأوروبا من دون الأوكرانيين ومن دون الأوروبيين، ولا يمكن فرض أي سلام من وراء ظهر أوكرانيا”.

أما زيلينسكي فشدّد على أن من غير العادل استبعاد الأوروبيين من محادثات إعادة إعمار أوكرانيا، وهي من مكونات الخطة الأميركية.

وطرحت الولايات المتحدة قبل زهاء 10 أيام خطة مؤلفة من 28 بندا لإتهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، صيغت من دون أي تدخل من حلفاء أوكرانيا الأوروبيين. وأخذت الخطة في الاعتبار العديد من المطالب الروسية.

وعدّلت واشنطن في المسودة الأصلية مع الأوكرانيين والأوروبيين، قبل أن تنكب على درسها مجددا بصورة ثنائية مع الأوكرانيين في فلوريدا. 

واعتبر الجانبان أن المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا  كانت “مثمرة”، لكن وزير الخارجية ماركو روبيو اقرّ بالحاجة إلى مزيد من العمل.

– “تصعيد مقلق” –

وأبدى ترامب تفاؤلا بعد مباحثات  فلوريدا، معربا عن اعتقاده أن روسيا وأوكرانيا تريدان إنهاء الصراع،لكنه شدد على أن كييف ليست في موقف قوة بسبب فضيحة الفساد.

ورأى ماكرون الاثنين أن الضربات الروسية لأوكرانيا تثبت، على العكس من ذلك، أن موسكو ليست مستعدة لصنع السلام.

واتهم زيلينسكي روسيا بتكثيف هجماتها على بلده “لكسر الأوكرانيين”، ملاحظا أن هذه الضربات “تضع ضغطًا قويا، ليس نفسيا فحسب، بل جسديا أيضا، على شعبنا”. 

ورغم الجهود الدبلوماسية الأميركية لإنهاء الحرب، تواصل روسيا تكثيف ضرباتها بالمسيّرات والصواريخ على أوكرانيا.

وقتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 22 آخرون في ضربة صاروخية روسية على مدينة دنيبرو الواقعة في شرق وسط أوكرانيا، بحسب ما أفاد مسؤول محلي.

في المقابل، أعلن مصدر أوكراني مسؤولية كييف عن هجوم على ناقلتي نفط في البحر الأسود يشتبه بأنهما ضمن أسطول الشبح الروسي الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية.

ودان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين الهجمات التي تبنّتها أوكرانيا ضد ناقلتي النفط، واعتبرها “تصعيدا مقلقا”.

وقال إردوغان “لا يمكننا بأي حال من الأحوال قبول هذه الهجمات التي تهدّد سلامة الملاحة والبيئة والأرواح في منطقتنا الاقتصادية الخالصة”.

ببا/كام/جك-ب ح/ع ش