شرعت أمريكا عملياً في وقف تدخلات «الإخوان» في السودان، حيث كشفت تقارير إعلامية عن ملامح مقترح أمريكي جديد لإنهاء القتال في السودان تقدم به المبعوث الأمريكي مسعد بولس، ويشمل مساراً عسكرياً يشمل وقف إطلاق النار بشكل كامل في البلاد، وسياسياً يقوم على انتقال سياسي بقيادة قوى مدنية مع استبعاد عناصر النظام السابق و«الإخوان»، وإصلاحات شاملة في مؤسسات الدولة، كما أن عملية الهيكلة ستكون عملية إصلاحية لا يقرر فيها الجيش والدعم السريع وحدهما باعتبارها قضية تهم كل السودانيين.
وتكشفت بنود المقترح الأمريكي لوقف الصراع في السودان، الذي قدّمه مسعود بولس المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، إلى طرفي النزاع، متضمناً خريطة طريق عبر ثلاثة مسارات: عسكرية وإنسانية وسياسية.
وقالت مصادر دبلوماسية مطّلعة لعدد من الصحف السودانية إن الولايات المتحدة قدّمت مقترحاً شاملاً يشكّل خريطة طريق أمريكية لإنهاء الحرب في السودان وتهيئة البلاد لعملية انتقال سياسي جديدة.
وأوضحت المصادر أن المقترح أُحيل في الأيام الماضية إلى أطراف إقليمية ودولية بهدف خلق إجماع حول آليات إنهاء النزاع وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
وبحسب المصادر، تنص خريطة الطريق الأمريكية على إطلاق عملية سياسية يقودها السودانيون، تترافق مع إنشاء آليات مستقلة للعدالة والمساءلة باعتبارها عناصر أساسية لتحقيق سلام دائم وترسيخ سيادة القانون.
وتتضمن المقترحات الأمريكية حزمة إصلاحات أمنية واسعة، من بينها إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية لتصبح جيشاً وطنياً موحداً ومهنياً يخضع للسلطة المدنية، وخالياً من أي ارتباطات مع «الإخوان». وسيُناط بالجيش الجديد حماية سيادة البلاد وحدودها والتعامل مع التهديدات الخارجية.
كما تشمل خريطة الطريق تفكيك الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الموازية، وإعادة هيكلة قطاع الأمن بأكمله لضمان حياده واستقلاليته ومساءلته، عبر عملية شاملة لنزع السلاح والتسريح وإعادة دمج الجماعات المسلحة والقوات غير النظامية.
وكشفت المصادر أن واشنطن اقترحت إنشاء لجنة دولية لتنسيق وقف إطلاق النار، يشرف عليها الشركاء الدوليون، وتتولى إدارة ومراقبة الالتزامات بين الأطراف المتحاربة. وسيتم تعيين ممثل توافق عليه مجموعة الرباعية لتوجيه أعمال اللجنة وضمان تنفيذ التعهدات، وتأمين الممرات الإنسانية، وحماية المدنيين. كما تُعالج خروقات وقف النار عبر التفاوض داخل اللجنة لمنع انهيار أي اتفاق.
وتؤكد المقترحات الأمريكية على ضمان العودة الآمنة للنازحين واللاجئين، بما يشمل توفير الحماية وضمانات السلامة والتعويض الأولي للمتضررين من النزاع.
وذكرت المصادر أن المقترح الذي قدمه مسعد بولس، مبعوث دونالد ترامب، يتكون من خريطة طريق عبر ثلاثة مسارات هي: مسار عسكري وإنساني وسياسي. المسار العسكري وقف إطلاق النار في السودان وفتح الباب أمام عملية إنسانية تسمح بتدفق المساعدات وإيصال الإغاثة واستئناف الخدمات للسكان في كل مناطق البلاد. وبحسب المقترح الأمريكي، فإن عملية الهيكلة هي عملية إصلاحية لا يقرر فيها الجيش والدعم السريع وحدهما باعتبارها قضية تهم كل السودانيين.
وكان المبعوث الأمريكي إلى أفريقيا قد قدم في سبتمبر الماضي مقترحاً لوفدي الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع يتضمن وقف إطلاق النار وهدنة إنسانيه في إطار عملية متكاملة وفق خريطة طريق تنهي الحرب الدائرة في البلاد، إلا أن بولس أكد في 25 نوفمبر الفائت أن طرفي النزاع في السودان غير موافقين على مقترح وقف إطلاق النار، ودعاهما إلى قبول خطة واشنطن من «دون شروط مسبقة» بما يسهم في وقف العنف وتهيئة الظروف لاستئناف المسار السياسي.
وقال إن الهدنة في السودان ضرورية لإنقاذ الأرواح، مؤكداً أنها تمثل خطوة حاسمة نحو حوار مستدام والانتقال إلى حكم مدني. ويهدف المسار العسكري إلى وقف إطلاق النار، وفتح الباب أمام عملية إنسانية تسمح بتدفق المساعدات وإيصال الإغاثة، واستئناف الخدمات في كل أنحاء السودان.
