بعض اللوحات الفنية يتم بيعها فى أول 5 دقائق من فتح المزاد، منها لوحة السرير للفنانة فريدا كاهلو التي حققت 55 مليون دولار، وهذا المشهد الذي يبدو مفاجئًا للمتابع، ليس كذلك بالنسبة لسوق الفن، وذلك نتيجة سلسلة طويلة من الترتيبات تبدأ قبل شهور من لحظة الطرق بالمطرقة.
ما قبل الدقائق الخمس.. لوحات محجوزة مسبقًا
تبدأ حكاية اللوحات التى تباع فى أول دقائق المزاد عادةً من مرحلة ما قبل البيع، حيث تصدر دار المزاد كتالوجًا ورقيًا أو رقميًا يتضمن الصور والتقديرات السعرية وسِيَر الفنانين. خلال هذه المرحلة تُنظَّم معاينات مغلقة لكبار المقتنين، يحصلون فيها على وقت كافٍ للتفاوض، وطرح الأسئلة، وربما تسجيل نواياهم بالشراء.
فى كثير من الحالات، يدخل المزاد وهو يحمل بالفعل عطاءات مكتوبة مسبقًا (Absentee Bids)، أو تسجيلات لمشترين عبر الهاتف والإنترنت، ما يعنى أن اللوحة تكون قد حصدت اهتمامًا كبيرًا قبل أن تبدأ الجلسة رسميًا، فيبدو الأمر كما لو أن البيع تم “فى أول خمس دقائق”، بينما هو فى الحقيقة نتيجة سباق مكتوم سبق لحظة الإعلان.
التقديرات المرتفعة… لماذا يندفع المشترون مبكرًا؟
خبراء سوق الفن يشيرون إلى أن اللوحات التى تباع سريعًا فى المزادات تتشارك فى عدة عوامل، من أبرزها:
اسم الفنان: أعمال الأسماء الراسخة أو النجوم الصاعدين بقوة تميل إلى جذب المشترين فورًا، خشية ضياع الفرصة أو ارتفاع الأسعار فى المزادات المقبلة.
ندرة العمل: لوحة غير معروضة من قبل، أو تنتمى إلى فترة مهمّة فى مسيرة الفنان، ترفع حدة المنافسة منذ اللحظة الأولى.
التقدير السعرى المغري حين تطرح دار المزاد تقديرًا أوليًا أقل من السعر المتوقع فى السوق، يتشجع المشترون على الدخول فى المنافسة مبكرًا.
فى هذه الحالات، تتحول الدقائق الأولى إلى مسرح لسرعة القرار، فالمشترى يدرك أن التردد قد يعنى خروجه من السباق، خصوصًا مع انتشار المشاركة عبر الإنترنت التى تضاعف عدد المنافسين فى اللحظة نفسها.
