المسرحية تبين معاناة وتحديات الإبداع في عصرنا الراهن

ضجت ساحة الشندغة التراثية بالضحك والتصفيق، أول من أمس، خلال العرض الكوميدي «ليلة مقتل تشيخوف»، وذلك في رابع أيام مهرجان دبي للفنون الأدائية الشبابية الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة» ويستمر حتى الخامس من ديسمبر.

مثلت مسرحية «ليلة مقتل تشيخوف»، في حبكتها وأدائها، حدثاً استثنائياً يدعو للتفكير كثيراً والوقوف عند فكرة القصة التي طغى عليها الطابع الكوميدي ليزيد من سخرية الموقف ويروي تعمق معاناة المؤلفين والكتّاب في أيامنا الحالية إزاء ما يواجهون من تحديات وعقبات أولاها وسائل التواصل الاجتماعي و«الترند» والسطحية، و«ما يريده الجمهور» كما يقال. وذلك مقابل دأبهم لتقديم النص الحقيقي والهادف.

العمل من تأليف مدحت مصطفى، ومن إخراج محمد قايد، وهما أيضاً بطلا المسرحية، إلى جانب جاسم البلوشي.

وأكد محمد قايد أن العمل يقدم رسالة مهمة تتعلق بالكتابة المسرحية التي باتت في حيرة بين أن تكون بقدر كافٍ من الرقي والوعي وأن ترضي الغالبية العظمى من الجمهور التي تبحث عن المضمون غير العميق، وخاصة أن الناس دائماً ما يذهبون إلى المسرح لأجل الترفيه عن أنفسهم والضحك، لا لكي يجعلهم يحملون هموماً إضافية في ظل ما يعيشه الإنسان من واقع سريع الإيقاع كثير الضغوط، وهو أيضاً ما يفرض عبئاً على الكاتب والمؤلف.

وتابع محمد قايد: تبين المسرحية حال معاناة وتحديات الإبداع في عصرنا الراهن وتقديم ما يمكن أن يعجب الجمهور، حيث بات الجميع متعلقاً بوسائل التواصل الاجتماعي والمشاهد السريعة، وغالباً بالأعمال التي لا تحمل هدفاً أو رسالة.

واستطرد: بين عمق الرسالة وما هو مطلوب يبقى على الكاتب أن يقدم القصة وخاصة إذا ما كانت كوميديا كما يحب الجمهور، وأن يبقى بعيداً عن السطحية ومحافظاً على الكوميديا الحقيقية المبنية على الموقف والتي تحترم عقل المشاهد أياً كان عمره.

وأوضح محمد قايد أن المشاركة في مهرجان دبي للفنون الأدائية الشبابية فرصة رائعة للشباب للتعبير عن مواهبهم، وهو مكان يجتمع فيه شغف الإبداع بروح مدينة تلهم كل من يؤمن بالفن.

وأشار جاسم البلوشي أحد أبطال العمل، إلى أن دوره في العمل، يتمثل في المخرج الذي يرغب بالتجديد ويظن أن رأيه هو الصحيح بحجة أنه يعرف ما يريده الجمهور، وهو يقدمه لهم بغض النظر عما إذا كان هادفاً ومفيداً أم عكس ذلك.

وأضاف: إن مشاركتي في هذا المهرجان فرصة أكثر من رائعة، وهو مكان مناسب لاستكشاف المواهب الجديدة والتعلم من الأساتذة المتواجدين فيه يومياً، والاستفادة أيضاً من العروض الأخرى المقدمة فهو بالفعل يسهم في تطوير المواهب، وهو يتطور عاماً بعد عام ما يسهم في خلق جيل مسرحي متفرد.