المغنية الأميركية سابرينا كاربنتر، 7 سبتمبر 2025 (جيمي مكارثي/ Getty)

أثار استخدام البيت الأبيض وإدارات أميركية أخرى أعمالاً موسيقية وشخصيات فنية في سياقات رسمية وأمنية موجة واسعة من الانتقادات، بعدما وجد فنانون ودور نشر أنفسهم في قلب سجالات سياسية لا علاقة لهم بها.

وفي أحدث تلك السجالات، وجد فريق التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض نفسه تحت نيران النقد بعد استخدام أغنية الأميركية سابرينا كاربنتر “جونو” (Juno) في مقطع مصوّر يُظهر عناصر إنفاذ القانون وهم يلقون القبض على أشخاص يُشتبه بأنهم مهاجرون غير شرعيين. وصفت كاربنتر، الحاصلة على جوائز غرامي، الفيديو بأنه “شرير ومقزّز”، وكتبت على “إكس”: “لا تستغلوني أنا أو موسيقاي لخدمة أجندتكم اللاإنسانية”.

Have you ever tried this one?

Bye-bye 👋😍 pic.twitter.com/MS9OJKjVdX

— The White House (@WhiteHouse) December 1, 2025

وفي جولة حفلاتها، اعتادت كاربنتر على تقديم مشهد طريف تمثّل فيه “اعتقالات” رمزية باستخدام أصفاد وردية محفوفة بالفرو. لكن البيت الأبيض ضاعف ردّه هذه المرة، مستخدماً كلمات من أغنيتها نفسها، إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيغيل جاكسون: “لن نعتذر عن ترحيل القتلة والمغتصبين والمتحرّشين بالأطفال. وأي شخص يدافع عن هؤلاء الوحوش إما غبي… أو بطيء؟”. 

ولم يكن هذا الاستخدام الأول لأعمال فنية من دون إذن. فقد سبق للبيت الأبيض ووكالات اتحادية في عهد دونالد ترامب أن استعانوا بأغان مختلفة في فيديوهات و”ميمز”؛ منها أغنية أوليفيا رودريغو “أول-أميركان بيتش” (All-American Bitch)، التي عطّل “إنستغرام” خاصية استخدامها، رغم بقاء الفيديو على “إكس”. وانتقدت رودريغو ما حدث في ردّ، قبل أن يُحذف لاحقاً، قائلة: “لا تستخدموا أغنياتي لترويج دعايتكم العنصرية والكارهة”.

كما استخدم حساب البيت الأبيض صوت أغنية آشر “هيي دادي” (Hey Daddy) في فيديو للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إشارة إلى وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته للرئيس ترامب بـ”دادي”. حذف الصوت لاحقاً بعد بلاغ من صاحب حقوق النشر. وفي “تيك توك”، استُخدمت أغنية تايلور سويفت “ذا فيت أوف أوفيليا” (The Fate of Ophelia) مع صور لمسؤولين في إدارة ترامب. 

ويُذكر أن سيلين ديون وفرقة “فو فايترز” وبروس سبرينغستين وبيونسيه اعترضوا خلال السنوات الماضية على استخدام ترامب أعمالهم من دون إذن.

ومع تصاعد الجدل حول توظيف الفن في رسائل سياسية، انفجرت أزمة جديدة تتعلّق بشخصية “فرانكلين” (Franklin) الشهيرة من كتب الأطفال. إذ استنكرت دار النشر الكندية التي تُصدِر قصص “فرانكلين” للأطفال استغلال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث شخصية السلحفاة الشهيرة، بعدما نشر صورة لها وهي تُطلق صاروخاً من الجو على مركب يُصنَّف على أنه لـ”إرهابيي المخدرات”.

ونشر هيغسيث، الذي يواجه انتقادات تتعلق بقانونية الضربات الجوية الأميركية ضد المشتبه بتهريبهم المخدرات في منطقة البحر الكاريبي، صورةً يوم الأحد عبر حسابه على منصة إكس  تُظهر “فرانكلين” بزي عسكري، وهو يُطلق من مروحية صاروخاً نحو مركب يوجد على متنه رجل واحد على الأقل، وأُرفِقَت بالتعليق: “فرانكلين يستهدف إرهابيي المخدرات”.

For your Christmas wish list… pic.twitter.com/pLXzg20SaL

— Pete Hegseth (@PeteHegseth) December 1, 2025

وأثارت الصورة امتعاض دار النشر كيدز كان برس (Kids Can Press) الواقعة في تورونتو. وكتبت الشركة، الاثنين، عبر “إكس”، أن “فرانكلين رمز كندي محبوب ألهم أجيالاً من الأطفال، ويجسّد اللطف والتعاطف والانفتاح على الآخرين”. وأضافت: “ندين بشدة أي استخدام مهين أو عنيف أو غير مُصرّح به لاسم فرانكلين أو صورته، لأنه يتعارض مباشرة مع هذه القيم”. فقصص “فرانكلين” تخلو من العنف، وتُروِّج لقيمتَي التسامح واحترام الآخرين.

pic.twitter.com/uYUF68eDyI

— kidscanpress (@KidsCanPress) December 1, 2025

ورد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شون بارنيل لمحطة سي بي إس نيوز: “نشك في أن فرانكلين كان سيرغب بالتسامح مع الكارتلات أو الإشادة بلطف تجار المخدرات”.

لكن الجدل المتعلق بـ”فرانكلين” يأتي في وقت ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الجيش الأميركي نفّذ في مطلع سبتمبر/ أيلول ضربة ثانية على قارب يُشتبه بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي، للإجهاز على ناجيَين من ضربة أولى استهدفته، وكانا يتشبثان بالحطام المحترق. وبعدما نفى البيت الأبيض بدايةً تنفيذ هذه الغارة، عاد وأقرّ بها، موضحاً أنها لم تتم بأمر من وزير الدفاع، بل بناءً على قرار من قائد العمليات الخاصة في القوات المسلحة الأميركية، الأدميرال فرانك برادلي. ومع احتدام الجدل حول قانونية “الهجوم المزدوج”، دافع هيغسيث عن برادلي، ملمحاً في الوقت نفسه إلى أن الأخير هو مَن اتخذ القرار. وكتب وزير الدفاع على منصة إكس أن برادلي “بطل أميركي، ومحترف حقيقي، ويحظى بدعمي الكامل. أؤيده وأؤيد قراراته القتالية”.