في تطور مذهل يعيد تشكيل خريطة الاستثمار في المملكة، ضخ المستثمرون الأجانب مبلغاً خيالياً قدره 332.5 مليار ريال في السوق السعودي خلال أسبوع واحد فقط، مما رفع نسبة ملكيتهم إلى 10.8% – رقم يعادل ميزانية دولة كاملة. هذا المبلغ الجبار يعني أن كل ريال من كل 8 ريالات في السوق أصبح مملوكاً لمستثمرين أجانب، في إشارة واضحة على الثقة العالمية المتفجرة في الاقتصاد السعودي.
وفقاً لبيانات تداول الحصرية، قفزت ملكية المستثمرين الأجانب غير المؤسسين من 10.79% إلى 10.80% خلال الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر، بينما ارتفعت الاستثمارات الخليجية من 2.30% إلى 2.31% لتصل إلى 71.11 مليار ريال. أحمد الخليجي، مستثمر إماراتي متمرس، يكشف: “شهدت عوائد استثمارية لم أحلم بها حتى في دبي… السوق السعودي أصبح منجم ذهب حقيقي”. هذا التدفق النقدي الهائل يشبه تسونامي مالي يجتاح المملكة، حاملاً معه وعوداً بنمو لم نشهده من قبل.
قد يعجبك أيضا :
جذور هذا الاجتياح الاستثماري تعود لسنوات من الإصلاحات الجذرية ونجاح رؤية 2030 في إعادة تشكيل الاقتصاد السعودي. الخبراء يؤكدون أن هذا التدفق ليس مصادفة، بل نتيجة طبيعية لتحسن التصنيف الائتماني واستقرار أسواق النفط. د. سارة المالية، خبيرة الأسواق المحترمة، تشير إلى أن “هذا التطور يذكرنا بموجة الاستثمارات التي شهدتها الإمارات عند انفتاحها، لكن بحجم أكبر وإمكانيات أضخم”. المؤشرات تشير إلى أن إجمالي الملكية الأجنبية وصل إلى 377.4 مليار ريال، رقم يفوق اقتصاد دول بأكملها.
على أرض الواقع، يشعر المواطن السعودي العادي بأصداء هذا التحول الاقتصادي في حياته اليومية. محمد العتيبي، مستثمر محلي من الرياض، يعبر عن مشاعر مختلطة: “أرى صناديقي الاستثمارية تنمو بشكل مذهل، لكنني أتساءل عن مستقبل السيطرة المحلية على اقتصادنا”. فاطمة المتداولة تلاحظ زيادة ملحوظة في النشاط التداولي وتطوير منتجات مالية جديدة لم تكن متاحة من قبل. هذا التدفق الاستثماري يحمل معه فرص عمل جديدة في القطاع المالي، وتحسناً متوقعاً في أداء العقارات التجارية، لكنه يثير أيضاً تساؤلات حول التوازن بين الاستثمار الأجنبي والهوية الاقتصادية المحلية.
قد يعجبك أيضا :
مع وصول الاستثمارات الأجنبية إلى هذه المستويات التاريخية، يقف الاقتصاد السعودي على أعتاب تحول جذري قد يعيد تعريف مكانته عالمياً. 332.5 مليار ريال ليست مجرد أرقام على الشاشات، بل رسالة واضحة من العالم: المملكة أصبحت وجهة استثمارية لا يمكن تجاهلها. الخبراء يتوقعون أن نشهد المزيد من هذا النمو مع إعلان مشاريع جديدة ضمن نيوم والبحر الأحمر. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لركوب موجة النمو الاقتصادي هذه، أم ستكتفي بمشاهدة التاريخ وهو يُكتب أمام عينيك؟
