صورتان: على اليمين شعار شركة وارنر براذرز، وعلى اليسار شعار نيتفليكس.

صدر الصورة، Bloomberg via Getty Images

Article InformationAuthor, راشيل كلون Role, مراسلة بي بي سي لشؤون الأعمال

قبل 3 ساعة

وافقت نتفليكس على شراء الأعمال السينمائية وأعمال البث الخاصة بشركة “وارنر براذرز ديسكفري” مقابل 72 مليار دولار (54 مليار جنيه إسترليني) في صفقة كبيرة في هوليوود.

وخرجت نتفليكس، عملاق البث العالمي، منتصرة في سباق الاستحواذ على “وارنر براذرز”، متفوقة على منافسيها “كومكاست” و”باراماونت سكاي دانس” بعد معركة تفاوضية امتدت طويلاً.

وتحتضن “وارنر براذرز” في محفظتها مجموعة من أشهر السلاسل العالمية، من بينها هاري بوتر ولعبة العروش، إلى جانب خدمة البث “إتش بي أوه ماكس”.

قال تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، إن منصة البث “واثقة للغاية” من أنها ستحصل على الموافقة التنظيمية التي تحتاجها، وإنها تسير “بكامل السرعة” نحو ذلك.

وقال إن الجمع بين مكتبة عروض وأفلام “وارنر براذرز” وإنتاجات نتفليكس الشهيرة مثل “سترينجر ثينغز” سيتيح “تقديم مزيد مما يعشقه الجمهور، والإسهام في رسم ملامح قرن جديد من فنون السرد القصصي”.

وأضاف: “وارنر براذرز شكّلت ملامح قرن كامل من الترفيه، وبإمكاننا معاً أن نحدد ملامح القرن التالي”.

وعند سؤاله عمّا إذا كان ينبغي أن تبقى “إتش بي أوه” خدمة بث مستقلة، قال غريغ بيترز، الرئيس التنفيذي المشارك، إن نتفليكس تعتقد أن علامة “إتش بي أوه” التجارية مهمة للمستهلكين، لكنه أضاف: “نعتقد أنه من المبكر جداً الخوض في تفاصيل كيفية تخصيص هذا العرض للمستهلكين”.

وتقدّر نتفليكس أنها ستجد وفورات تتراوح بين 2 و3 مليارات دولار، معظمها عبر إزالة التداخل في مجالات الدعم والتكنولوجيا في أعمال الشركتين.

وقالت إن الأفلام التي تنتجها وارنر براذرز ستستمر في العرض في دور السينما، كما سيستمر استوديو التلفزيون التابع لورنر براذرز في الإنتاج لجهات خارجية. وستواصل نتفليكس إنتاج محتوى حصري لمنصتها الخاصة.

شخصيات أفلام هاري بوتر.

صدر الصورة، Murray Close/Getty Images

التعليق على الصورة، تملك شركة وارنر براذرز حقوق أفلام هاري بوتر.

وصف السيد ساراندوس اليوم بأنه “يوم كبير” للشركتين، واعترف بأن عملية الاستحواذ ربما فاجأت بعض المساهمين، لكنها كانت “فرصة نادرة” لتهيئة نتفليكس للنجاح “لعقود مقبلة”.

وأضاف ديفيد زاسلاف، الرئيس ورئيس التنفيذي لورنر براذرز، أن الاتفاق سيجمع “اثنتين من أعظم شركات السرد القصصي في العالم”.

وقال: “من خلال اتحادنا مع نتفليكس، سنضمن أن يواصل الناس في كل مكان الاستمتاع بأكثر القصص تأثيراً على مستوى العالم لأجيال مقبلة”.

تبلغ قيمة الصفقة النقدية والأسهم 27.75 دولاراً للسهم الواحد من أسهم وارنر براذرز، مع قيمة منشأة إجمالية- تشمل ديون الشركة وقيمة أسهمها- تبلغ نحو 82.7 مليار دولار. أما القيمة السوقية (أو السعر النقدي) فهي 72 مليار دولار.

وقد وافق مجلسا إدارة الشركتين بالإجماع على الصفقة.

وقال مايكل أُلياري، الرئيس التنفيذي لمنظمة “سينما يونايتد” التجارية، إن الاندماج يشكّل “تهديداً غير مسبوق” لصناعة السينما العالمية.

وأضاف: “إن التداعيات السلبية لهذا الاستحواذ ستمسّ دور العرض جميعها، من أكبر السلاسل التجارية إلى صالات السينما المستقلة ذات الشاشة الواحدة في البلدات الصغيرة داخل الولايات المتحدة وحول العالم”.

وستُتمّ نتفليكس صفقة الاستحواذ بعد أن تُنهي “وارنر براذرز” تنفيذ خطتها المُعلنة سابقاً لفصل قسم البث والاستديوهات عن قسم الشبكات العالمية، وتحويلهما إلى شركتين مستقلتين بحلول العام المقبل.

وسيُعاد تسمية قسم الشبكات العالمية ليصبح (Discovery Global- ديسكفوري جلوبال)، وسيتضمن قنوات الكابل الخاصة بها مثل “سي إن إن”، و”تي إن تي سبورت” في الولايات المتحدة، إضافة إلى قنوات “ديسكفوري” والقنوات المفتوحة في أوروبا.

ومع ذلك، ستبقى “تي إن تي انترناشيونال” ضمن قسم البث والاستديوهات الذي يجري بيعه لنتفليكس.

هزّة في هوليوود

قال باولو بيسكاتوري، المؤسس والمحلل في مجال التكنولوجيا والإعلام والاتصالات لدى شركة “بي بي فورسايت”، إن البيع كان “تصريحاً ضخماً بالنوايا ويؤكد طموحات نتفليكس لتكون قائداً عالمياً في النظام الجديد للبث”.

لكنه حذّر من أنه رغم أن هذه الخطوة “المفاجِئة” منطقية بالنسبة لورنر براذرز، فقد “تسبب صداعاً لنتفليكس” عند محاولة دمج الشركتين بالنظر إلى حجم الصفقة.

ورغم أن الصفقة المتفق عليها تشمل جزءاً فقط من أعمال وارنر براذرز، فإن المنافس باراماونت كان قد تقدّم بعرض في أكتوبر لشراء الشركة كاملة، بما في ذلك شبكات الكابل الخاصة بها.

وقد رفضت وارنر براذرز هذه الخطوة قبل أن تعرض نفسها للبيع.

وقبيل الإعلان عن الصفقة، قال توم هارينغتون، رئيس قسم التلفزيون في “إندرز آناليسيز”، إنه من الصعب تقدير ما إذا كان الاستحواذ سيحصل على موافقة الجهات التنظيمية، لكن إن تم تمريره فسيكون له تأثير ضخم على السينما.

وقال هارينغتون: “لو تمّت الموافقة، فسوف يعيد تشكيل هوليوود”.

وأضاف أن من المتوقع حدوث “تخفيضات كبيرة” في إنتاج التلفزيون والسينما من الشركة المندمجة حديثاً، ما سيؤدي إلى مقاومة من أجزاء داخل هوليوود ومن النقابات ذات الصلة.

أما بالنسبة للمستهلكين، فقال هارينغتون إنه من المرجح أن يؤدي الاندماج إلى ارتفاع الأسعار.

“ستصبح نتفليكس أغلى، وعلى الرغم من أن “إتش بي أوه ماكس” ستُغلق أو تصبح غير أساسية، فإن الانتشار الأكبر لنتفليكس بين الأسر سيعني على الأرجح زيادة في إجمالي إيرادات الاشتراكات”.

وقالت داني هيوسون، رئيسة التحليل المالي في “إيه جي بيل”، إن نتفليكس قد “مدّت غصن زيتون” لهوليوود عبر وعدها بالاستمرار في عرض أفلام وارنر براذرز على الشاشات الكبيرة.

وختمت بالقول: “إذا تمكنت الصفقة من تجاوز العقبات التنظيمية الكبيرة بسرعة، فمن المحتمل أن تتحقق وفورات كبيرة في التكاليف. لكن مدى تحويل هذه الوفورات للمشتركين أو ما إذا كانت نتفليكس ستُعتبر مهيمنة بشكل مبالغ فيه على الأسعار- سيكون أحد أكثر الأمور خضوعاً للتدقيق خلال الأشهر المقبلة”.