في تطور استثنائي يهز القلوب ويعيد إحياء أمجاد الماضي، ينطلق شابان أردنيان في ملحمة تفوق الخيال عبر 1200 كيلومتر من الصحراء الحارقة على ظهور الإبل متجهين للحرمين الشريفين. بينما يصل الطيران في ساعتين، اختار حمزة وعبدالله الجازي الحويطات رحلة قد تستغرق أسابيع، في ملحمة تحدث الآن تعيد كتابة معنى الوفاء والانتماء للقيادة الهاشمية.
انطلقت المغامرة الاستثنائية صباح اليوم من قصر الملك المؤسس عبدالله الأول في محافظة معان، حاملة رمزية تاريخية قوية تكريماً للمغفور له الملك الحسين بن طلال. “هذه الرحلة تجسيد للولاء والانتماء للقيادة الهاشمية”، يعلن أحد الشابين بصوت مفعم بالفخر. يشهد على هذه اللحظة التاريخية الحاج محمد الحويطي، وهو يمسح دموع الفخر من عينيه قائلاً: “أشهد على إحياء تراث أجدادنا العظام”.
قد يعجبك أيضا :
تعيد هذه الرحلة الاستثنائية ذكريات طرق الحج القديمة التي سلكها الصحابة والتابعون عبر آلاف السنين، كالعودة إلى حضن الجد الحنون بعد غياب طويل. د. أحمد التراثي، أستاذ التاريخ، يؤكد: “تعيد إحياء طرق حج الأجداد وتجديد ارتباطنا بتاريخنا”. المسافة تعادل المسافة من بيروت إلى القاهرة، لكن هذه المرة عبر رمال الصحراء الذهبية وتحت نجوم لا تُحصى.
بينما تملأ الأصوات المحملة بنسمات الدعاء والتلبية الأجواء، وتتراقص مشاهد غروب الشمس الساحرة على ظهور الإبل، تحمل هذه المبادرة فرصة ذهبية لتعزيز الهوية العربية والاستثمار في السياحة التراثية. أم حمزة الجازي تودع ابنها بكلمات مفعمة بالفخر الممزوج بالقلق: “اذهب بارك الله فيك، واحمل معك دعواتنا”. كالسلحفاة الحكيمة التي تتفوق على الأرنب المتسرع، يثبت الشابان أن الصبر والثبات أقوى من السرعة المفرطة.
قد يعجبك أيضا :
وبينما يستعد الحرمان الشريفان لاحتضان الشابين وسط استقبال يُتوقع أن يفوق كل التوقعات، تتجه الأنظار نحو هذه الملحمة التي قد تلهم مبادرات مشابهة في جميع أنحاء العالم العربي. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سنشهد عودة حقيقية لقيم الأجداد في زمن التكنولوجيا، أم أن هذه مجرد شعلة وحيدة في ظلام النسيان؟
