شهد ختام الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة مجموعة من الكلمات المؤثرة التي ألقاها المكرمين، عكست تجاربهم الشخصية، ورؤيتهم لدور الفن والمهرجان في صناعة السينما العالمية والإقليمية.
وقد جاء أبرزها كلمات السير أنتوني هوبكنز، والمخرجة السعودية عهد كامل، والفنان البريطاني إدريس إلبا، والمخرج الأميركي دارين أرونوفسكي.
وقدمت الفنانة يسرا تكريم هوبكنز، الذي توجه إلى الجمهور بكلمة أكد فيها سعادته بوجوده في المهرجان الذي وصفه بـ”الاستثنائي”.
وقال إن ما يحدث في أمسيات المهرجان يحمل “قدراً من السحر”، مؤكداً امتنانه لكرم الضيافة وما شاهده من مشاريع “مذهلة تقدم الكثير لصناعة السينما”.
وذكرت المخرجة والممثلة السعودية عهد كامل أن “اليوم أنا واقفة هنا استلم هذا التكريم.. وفي مشاعر تغمرني مرة صعبة.. لو أحد ممكن يعبر عنها بكثير من الزمن”.
وأكدت كامل أن التكريم يمثل لها تقديراً لمسيرتها المهنية والعاطفية، مضيفة أن “التكريم على شغلي ولا على قلبي.. هو تكريم لرحلة طويلة كان فيها صعب، وكان فيها حب، وكان فيها ناس آمنوا فيي”.
ألبا: أفضل المهرجانات التي حضرتها
وقدّم النجم سلمان خان تكريم، الفنان إدريس إلبا، الذي بدأ كلمته بالتعبير عن امتنانه قائلاً: “أنا حقاً ممتن ومتشرف بأن أكون هنا.. هذه المرة الأولى لي في هذا المهرجان، ويجب أن أقول إنه ربما من أفضل المهرجانات التي حضرتها في حياتي”.
وأكد الفنان البريطاني أن “المهرجان يعكس صورة العالم الحقيقي بتنوعه الدولي وقدرته على جمع رواة القصص من أجل القيمة الثقافية والتعليم وبناء الجسور”.
ووجه تحية لرئيسة المهرجان، مؤكداً أنها “يجب أن تكون فخورة جداً بما صنعته”. ثم أهدى التكريم لوالديه اللذين انتظرا سنوات طويلة قبل أن يُرزقا به كطفل وحيد. وأشار إلى أن والده كان يعتقد أن التمثيل لن يحقق له أي دخل، بينما كانت والدته الداعمة الأكبر لمسيرته.
كما أهدى الجائزة لزوجته سابرينا وأطفاله الثلاثة رياز وإحسان ووينستون، قائلاً إن “دعمهم هو ما يمنحه الطاقة يومياً..”. وختم: “اليوم.. مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.. أنتم على قمة الجبل.. وهذا التكريم لكم”.
“تجربة غير عادية”
وقدّم المخرج السعودي، علي الكلثمي، تكريم المخرج دارين أرونوفسكي، الذي تحدث عن انطباعاته عن زيارته الأولى للمملكة، مبيناً أن التجربة كانت “غير عادية”، وأن المعلومات التي كانت تصله عن السعودية تختلف تمامًا عن الواقع الذي شاهده منذ لحظة وصوله.
وأشار إلى أنه كوّن صداقات جديدة منذ نزوله إلى جدة، وأن التجربة ستبقى مؤثرة في حياته. وتحدث عن أهمية المهرجانات السينمائية في تشكيل السينما المستقلة عالمياً، مستشهداً بمهرجانات “صاندانس”، و”ترايبيكا”، و”تورونتو”، قائلاً إنه “لم يتوقع أن يشعر بالطاقة نفسها في مهرجان البحر الأحمر”.
وتوقف أرونوفسكي عند لقاء “الماستر كلاس” مع الطلاب، مشيراً إلى ذكائهم وتنوع خلفياتهم الآتية من إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وقال إنه شعر برغبة في سماع قصصهم كاملة ومساعدتهم في تطوير مشاريعهم.
وأضاف أن وجود “منصة إنتاجية بهذا المستوى” يضع المهرجان في موقع خاص، خصوصا في دعمه للسينما المستقلة.
وختم أرونوفسكي بشكر جميع القائمين على المهرجان، مؤكداً أن ما يحدث في جدة “ليس حدثاً عابراً، لكنه حركة سينمائية تتشكل أمام أعيننا”.
