مر 32 عاما على وفاة واحد من أكثر الشخصيات جدلا فى تاريخ الجريمة، والمعروف بإمبراطور المخدرات، بابلو اسكوبار، المعروف بأسلوبه الفريد فى السيطرة على كل شيء من حوله، حتى أثناء وجوده فى السجن.


 

اسكوبار
اسكوبار


 


تسليم اسكوبار نفسه للسلطات الكولومبية فى 1991


فى عام 1991، سلم إسكوبار نفسه للسلطات الكولومبية بعد اتفاق مثير للجدل يقضى بأن يقضى فترة لا تتجاوز خمس سنوات فى السجن، بشرط ألا يتم تسليمه للولايات المتحدة. لكنه لم يقبل بأى سجن عادى؛ بل حول لا كاتدرال، السجن الذي بناه لنفسه، إلى فندق فخم بمعايير 5 نجوم، مكتمل بجميع الكماليات التى يمكن أن يتخيلها أى إنسان.

سجن اسكوبار يثير الجدل
سجن اسكوبار يثير الجدل


 


ملعب كرة قدم وغرفة بلياردو وشموع معطرة


تضمن سجن إسكوبار ملعب كرة قدم، صالة ألعاب رياضية، غرفة بلياردو، منطقة للشواء، وثلاجة مليئة بأطعمة ومشروبات،  أما زنزانته الخاصة فكانت تحتوى على مدفأة، أغطية وبطانيات فاخرة، وشموع معطرة، لتصبح مكانًا لا يقل فخامة عن أى قصر فاخر.


 


كان يستقبل من يشاء


ولم يكتفِ بذلك، بل كان يستقبل في سجنه كل من يشاء، من شخصيات رياضية مثل لاعب كرة القدم الشهير رينيه هيجيتا، إلى ملكات جمال وزوجته فيكتوريا يوجينيا، التى اكتشفت أثناء إحدى زياراتها رسائل حب وصور نساء أخريات، ما تسبب فى توترات عائلية لاحقًا.

جزء من زنزانة اسكوبار
جزء من زنزانة اسكوبار


الهرب مع 14 من رجاله فى  1992


رغم الاعتقاد الشعبى بأن وجود إسكوبار في السجن قد أعاد الهدوء، استمر إسكوبار فى إدارة أعماله الإجرامية من داخل زنزانته، مما أكسب السجن شهرة غير مسبوقة. وفى 22 يوليو 1992، وبعد عام واحد فقط من سجنه، تمكن من الهرب مع 14 من رجاله، ليعود مرة أخرى أكثر المطلوبين فى كولومبيا.

زنزانة اسكوبار
زنزانة اسكوبار


وتظهر قصة لا كاتدرال كيف كان إسكوبار عبقريًا فى ابتكار طرق للسيطرة والتحكم، حتى فى أصعب الظروف، وكيف استطاع أن يحول قيود السجن إلى منصة للسلطة والترف، ليصبح مثالاً صارخًا على الجرائم المنظمة والسلطة المطلقة التي يمكن أن يفرضها شخص واحد على العالم حوله.




اليوم، بعد مرور 32 عامًا على وفاته، لا يزال اسم بابلو إسكوبار يثير الفضول والجدل، ليس فقط بسبب إمبراطوريته فى المخدرات، بل بسبب أسلوبه الفريد فى الحياة، حتى بين جدران السجن.