في تطور سياسي مفاجئ يهز أروقة السلطة، كسر نائب مدير كهرباء عدن عبدالله سعيد الشعبي جدار الصمت الرسمي الذي دام 30 عاماً، ليعلن دعمه الصريح لمطالب الاستقلال الجنوبي في زيارة تاريخية لساحة الاعتصام. هذه المرة الأولى التي يخرج فيها مسؤول بهذا المستوى ليقف علناً مع الشعب، في لحظة قد تغير مجرى الأحداث نحو مستقبل جديد للجنوب.
وسط هتافات الحشود وتصفيق الأطفال في خور مكسر, اخترق الشعبي حاجز الخوف ليعلن أن “الشعب الجنوبي يستحق أن يعيش في دولة مستقلة وآمنة” – كلمات تردد لأول مرة من فم مسؤول في مؤسسة تخدم مليوني مواطن جنوبي. “أشعر بالفخر أن قيادتنا تقف معنا، هذا يعطينا أملاً أن أحلامنا ستتحقق” يقول محمد الجنوبي، أحد موظفي كهرباء عدن، وعيناه تلمعان بالأمل الذي افتقده سنوات طويلة.
قد يعجبك أيضا :
منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي قبل 7 سنوات، انتظر الشارع إشارة واضحة من المؤسسات الرسمية, وها هي تأتي من أقوى المؤسسات الخدمية في الجنوب. سنوات من التهميش والإهمال دفعت حتى كبار الموظفين للانحياز للشعب, في مشهد يذكر بلحظات تاريخية عندما وقفت الإدارات الرسمية مع نضال الشعوب من أجل حريتها. المحللون يتوقعون موجة من المواقف المماثلة خلال الأسابيع القادمة, خاصة مع تصاعد الزخم الشعبي.
التأثير لم يقتصر على ساحة الاعتصام فحسب، بل امتد إلى أروقة المؤسسات الحكومية حيث يتحدث الموظفون بحماس أكبر عن المستقبل الجنوبي. “رأينا النور في عيون أطفالنا عندما زارنا المسؤول” تقول فاطمة العدنية، إحدى المعتصمات، مضيفة أن الأطفال “يعرفون الآن أن هناك من يسمع صوتهم”. هذه اللحظة التاريخية تفتح فرصة ذهبية لتوسيع قاعدة الدعم, لكن الخبراء يحذرون من ضرورة التوازن الدقيق لتجنب ردود الأفعال المضادة.
قد يعجبك أيضا :
زيارة واحدة، رسالة واضحة: حتى المؤسسات الرسمية باتت تقف مع الشعب. والسؤال الآن يتردد في كل مكان: هل نشهد بداية تحول جذري في المواقف الرسمية؟ الكرة الآن في ملعب المؤسسات الأخرى – فهل ستحذو حذو كهرباء عدن، أم ستبقى في دائرة الصمت؟ في زمن المواقف الحاسمة، من سيختار الوقوف مع التاريخ؟
