
صدر الصورة، Spencer Platt/Getty Images
التعليق على الصورة، برهم صالح يلقي كلمةً في الدورة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك في 23 سبتمبر/أيلول 2021
قبل 3 ساعة
عُين برهم صالح، الرئيس العراقي السابق، مفوضاً سامياً للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في خطوة تكسر تقليد اختيار قادة هذا المنصب بشكل رئيسي من الدول الأوروبية المانحة الكبرى.
وقد أكدت رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول، ولاية صالح لمدة خمس سنوات تبدأ في 1 يناير/كانون الثاني 2026، بانتظار موافقة لجنة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ليخلف بذلك الإيطالي فيليبو غراندي. فمن هو برهم صالح؟
ولد السياسي الكردي في مدينة السليمانية في إقليم كردستان في العراق عام 1960 في أسرة متعلمة ميسورة الحال حيث كان والده قاضياً.
وفي عام 1976، انضم صالح إلى حزب الاتحاد الوطني.
وقد اعتُقل صالح عام 1979 من قبل الحكومة العراقية مرتين بتهمة المشاركة في الحركة السياسية الكردية وتعرّض للتعذيب في سجن مدينة كركوك بسبب التقاطه صوراً للمظاهرات المناهضة للحكومة في المدينة.

صدر الصورة، Pierre PERRIN/Gamma-Rapho via Getty Images
التعليق على الصورة، اعتُقل صالح عام 1979 في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بتهمة المشاركة في الحركة السياسية الكردية وبعد إطلاق سراحه أنهى دراسته الثانوية بتفوق وسافر إلى المملكة المتحدة هرباً من الملاحقة الأمنية، حيث درس الهندسة هناك
بقي صالح في السجن أكثر من شهر وبعد إطلاق سراحه أنهى دراسته الثانوية بتفوق وسافر إلى المملكة المتحدة هرباً من الملاحقة الأمنية.
وخلال وجوده في المملكة المتحدة، استمر في العمل ضمن صفوف الحزب حتى تولى مسؤولية العلاقات الخارجية في الحزب في المملكة المتحدة. أنهى صالح دراسته الجامعية أثناء ذلك وحصل على إجازة في الهندسة المدنية من جامعة كارديف عام 1983.
وفيما بعد حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالة تخرجه “الإحصاء وتطبيقات الكومبيوتر في مجال الهندسة” من جامعة ليفربول عام 1987.
يجيد برهم صالح الذي شغل منصب رئيس العراق ما بين عامي 2018 و2022، ثلاث لغات هي الإنجليزية والعربية والكردية.
كما يتمتع بمسيرة سياسية طويلة تضمنت العديد من المناصب العليا في الحكومة العراقية وفي إقليم كردستان العراق ذي الحكم الذاتي، إذ أنه أصبح عضواً في قيادة الحزب خلال المؤتمر الذي عقد في كردستان عقب خروج الإقليم عن سيطرة الحكومة العراقية في أعقاب حرب الخليج الأولى عام 1993 ، وتولى مسؤولية تمثيل الحزب في الولايات المتحدة وبقي في هذا المنصب لمدة تتجاوز عشر سنوات حيث نجح في إقامة علاقات مع عدد كبير من الساسة الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

صدر الصورة، Isabel Infantes – WPA Pool/Getty Images
التعليق على الصورة، سيخلف صالح، الإيطالي، فيليبوغراندي، ويظهر في الصورة فيليبوغراندي حينما كان مفوضاً سامياً للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أثناء مؤتمر لندن حول السودان بالعاصمة البريطانية لندن في 15 أبريل/نيسان عام 2025
وفي أعقاب سقوط نظام حكم صدام حسين، بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، عاد صالح إلى العراق وتولى منصب وزير التخطيط في الحكومة الانتقالية عام 2005، كما تولى منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة نوري المالكي الأولى عام 2006.
ويتولى صالح منصبه هذا، في وقت تواجه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تزايداً حاداً في النزوح العالمي، بينما انخفض التمويل بشكل حاد.
إذ خفّضت جهات مانحة رئيسية، مثل الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساهماتها، بينما وجهت دول الأموال التي كانت تمنحها للمفوضية، للإنفاق على ميزانيات الدفاع.
بينما قامت الولايات المتحدة – التي تعتبر تقليدياً أكبر مانح في العالم – في عهد الرئيس دونالد ترامب، بتقليص المساعدات الخارجية بشكل كبير، مما تسبب في فوضى عارمة في جميع أنحاء العالم.
فواشنطن كانت تمثل سابقاً أكثر من 40 في المئة من ميزانية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد أدى تراجعها، بجانب تقليص الإنفاق من قبل الدول المانحة الرئيسية الأخرى، إلى ترك الوكالة تواجه أرقاماً “قاتمة”، وفقاً لفيليبو غراندي، المفوض السابق للمفوضية.
وخفّضت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومقرها جنيف، والتي تعتمد في الغالب على التبرعات، ميزانيتها لعام 2026 بنحو الخمس، إلى ثمانية مليار ونصف المليار دولار، كما أنها بصدد تسريح ما نحو خمسة آلاف موظف، في حين أن النزاعات في السودان وأوكرانيا تحتاج إلى بذل جهود أكبر لتغطية الاحتياجات.
ويفرض هذا الأمر اتخاذ قرارات صعبة بشأن الدول التي ينبغي مساعدتها، ويخلق مخاطر جديدة تهدد حياة اللاجئين، بحسب المفوضية.
