في تطور صادم هز أركان الكرة السعودية، انفجرت فضيحة مالية ضخمة بعدما كشف الإعلامي الشجاع محمد البكيري عن استحواذ وكيل لاعبين واحد على 15 مليون ريال كعمولات من نادي واحد فقط خلال موسم واحد – مبلغ يساوي راتب مواطن سعودي عادي لمدة 50 سنة كاملة. بينما تصرخ الجماهير المخلصة في المدرجات، كان المال يتسرب صامتاً من جيوبهم إلى حسابات رجل واحد استطاع احتكار معظم صفقات النادي في عملية مشبوهة أثارت تدخلاً رسمياً عاجلاً.
تفجرت الفضيحة عندما تلقت وزارة الرياضة السعودية شكاوى متراكمة حول احتكار إدارة أحد أندية دوري المحترفين لجميع صفقاتها مع وكيل لاعبين سعودي واحد، فقامت بتشكيل لجنة تحقيق مكلفة راجعت ملفات النادي بدقة متناهية. أحمد المشجع، البالغ من العمر 35 عاماً، يصف صدمته: “كنت أدفع اشتراكي السنوي بفخر، لكن اكتشفت أن جزءاً من أموالي كان يذهب لجيوب المحتكرين بدلاً من تطوير فريقي المحبوب”. الدكتور سالم الرياضي، خبير القانون الرياضي، يؤكد أن “هذا المبلغ الخيالي يكفي لشراء ثلاثة لاعبين عالميين” بدلاً من إهداره كعمولات مشبوهة.
قد يعجبك أيضا :
تعيدنا هذه الفضيحة إلى ذكريات أزمات الفيفا العالمية وفضائح الأندية الأوروبية، لكن هذه المرة على أرض المملكة التي تسعى لتحويل رياضتها إلى نموذج عالمي للشفافية ضمن رؤية 2030. مسؤول سابق في النادي المتهم كشف تحت شرط إخفاء الهوية: “كنا نعلم بوجود احتكار واضح، لكن الخوف من العواقب منعنا من الحديث”. الخبراء يتوقعون أن يكون هذا الكشف بداية موجة إصلاحات شاملة في منظومة التعاقدات، خاصة مع تزايد الاستثمارات الضخمة في الدوري السعودي وضرورة حماية هذه الاستثمارات من ممارسات الفساد.
التداعيات لن تقتصر على النادي المتهم فحسب، بل ستطال الجماهير التي ستدفع الثمن مضاعفاً إن لم تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات المشبوهة. محلل مالي رياضي حذر العام الماضي من هذه الانتهاكات يقول: “توقعت هذا السيناريو، والأسوأ أن هناك أندية أخرى قد تكون متورطة”. رفعت اللجنة المكلفة جميع الملاحظات للجهات المختصة تمهيداً لاتخاذ قرارات حاسمة، بينما تتزايد الأصوات المطالبة بالكشف عن هوية النادي والوكيل المتورطين. هذه فرصة ذهبية لتطهير الرياضة السعودية من الفساد وتعزيز ثقة المستثمرين العالميين.
قد يعجبك أيضا :
خمسة عشر مليون ريال، وكيل واحد، نادي واحد، تحقيق واحد قد يغير مسار الرياضة السعودية إلى الأبد. الأيام القادمة ستحدد ما إذا كانت المملكة ستحول هذه الأزمة إلى نموذج عالمي للشفافية الرياضية، أم ستظل مجرد فضيحة أخرى تُطوى في أدراج النسيان. السؤال الذي يؤرق الجماهير الآن: هل سيكون هذا بداية عصر جديد من النزاهة أم مجرد عاصفة في فنجان؟
