علقت الناقدة الفنية مها متبولى على تجربة منى زكى فى المشاركة فى فيلم «الست»، الذى عُرض مؤخرًا، وحقق نجاحًا كبيرًا، بالرغم من تخوف الجمهور منه فى البداية وتباين الآراء حوال إمكانيات منى زكى فى تجسيد السير الذاتية.

وكتبت مها فى منشور عبر حسابها الرسمى بـ«فيس بوك» عن التجربة: “تحملت منى زكى أن تلعب دور كوكب الشرق أم كلثوم فى فيلم الست دون أن تدرك الفخ المنصوب لها لأن الفيلم كما شاهدته هو حرق لشخصيتها الفنية كممثلة بسبب كثرة الانتقادات الموجهة إليها.. ولولا أنى أعرف منى زكى وأدرك تمامًا أنها ممثلة شاطرة لما أدركت أنها ظُلمت بتصدرها واجهة هذا العمل، فهى بريئة من أخطاء الفيلم، حيث وضعت فى دور معقد لشخصية لا تتناسب مع طبقتها التمثيلية بلغة الموسيقيين”.

وتابعت: “لقد باعد الماكياج بينها وبين الشخصية مخلفا وراءه نوعا من النشاز الفنى، لدرجة أنه جمد تعبيرات وجهها، خاصة فى مراحل السن المتقدمة للشخصية خلال الجزء الثاني من العمل”.

وقالت: “لم يساعدها الماكياج الجامد أيضا على تقديم أداء تمثيلى سلس بلا افتعال.. بل زاد الأمر تعقيدًا مع تعدد الفترات الزمنية التى عاشتها أم كلثوم، وانعكاس ذلك على شكل الشخصية، وبشكل جعل البعض يقول ان الممثلة فى العمل ليست ثومة التى نعرفها بل نسخة أخرى منها».

وتابعت: «وفى الحقيقة هناك فجوة كبيرة بين تلقائية كوكب الشرق وخفة دمها وسرعة بديهتها وبين الشخصية التى تجسدها منى زكى فى الفيلم،، والتى تظهر فى مشاهد الجزء الثانى بـ(الوجه الخشب) وتتكلم بطريقة سوقية، بشفاه ممطوطة، وتهز رأسها وتحرك حواجبها، وهو الأمر المناقض لمئات الفيديوهات لأم كلثوم على اليوتيوب.. وكان الأصوب أن تلعب منى زكى دور أم كلثوم فى الصغر بدقة أكثر وتأتى ممثلة أخرى لتجسد الشخصية فى الكبر مع مراعاة التوافق الشكلى والعمري».

وكتبت ضمن تعليقها: «والعمل يعانى من أزمة أخرى فى الكتابة جعلته يفتقد للتماسك، إذ تمزقت الحبكة إلى مفردات سينمائية متناثرة بدون خط درامى ثابت ونسيج حقيقى محكم يجمع بينها، مما جعل السيناريو يتأرجح بين متضادات كثيرة، وتناقضات أكثر.. ومنها أن أغانى أم كلثوم، نفسها على الرغم أنها حاضرة فى العمل وموزعة بالشكل الذى يلائم تطور الأحداث وطبيعة المشاهد الدرامية الا أن الصوت فى الفيلم ليس لأم كلثوم وانما لنسمة محجوب بكل ما لديها من اختلاف وتفاوت صوتى مقارنة بالبصمة الأصلية لصوت كوكب الشرق».

واستكملت: «ومن المفارقات أيضا أن يأتى الفيلم دون أن تكون هناك وجهة نظر أو رؤية محددة نخرج بها من العمل، إذ حضر الشكل وغاب المضمون، وضاعت الروح الخاصة لأم كلثوم وبقيت التقنية السينمائية والإنتاج السخى ولكن بدون هوية أو أية قيمة فكرية أصيلة.. فمن يشاهد الفيلم يكتشف أنه ليس تجربة سيرة ذاتية ولا مسيرة فنية وإنما كتابة انتقائية عن أم كلثوم بصورة مشوهة تتعمد التقاط لحظات ضعفها ويأسها وانكسارها وتصفها بصفات ليست فيها وبشكل يتعارض مع حسن النية، ومنها مشهد غريب يظهرها على أنها كسبت مقعد نقيب الموسيقيين بالرشاوى والتهديد بحرمان المعارضين لها من العمل معها».

وأردفت: «يقدم الفيلم سيلا من الأكاذيب ومزيجًا من دس السم فى العسل، وهذه أمانة نقدية لا يمكن أن أتغاضى عنها أو أخفيها.. والسبب فى ذلك هو اختراق منظومة السينما المصرية بواسطة الإنتاج الخارجى غير المصرى، وفيلم الست ليس بعيدا عن هذه الأجندة الخارجية والتى تملى الشروط الإنتاجية وتفرضها على فريق العمل وتتسبب فى عدم الاتساق الفنى ووجود أخطاء كارثية ترضى الكفيل ولا تحتاج إلى تبرير».