في تصريحات صادمة هزت أوساط المال والأعمال، كشف نائب وزير المالية السعودي عبدالمحسن بن سعد الخلف أن رؤية السعودية 2030 ليست مجرد ردة فعل لأزمة اقتصادية، بل أكبر عملية تحول اقتصادي مخطط لها في التاريخ الحديث. الحقيقة المذهلة: ما اعتبره العالم “استجابة مؤقتة” تبين أنه استراتيجية ممتدة لـ15 سنة حولت المملكة إلى مغناطيس عالمي للاستثمارات بقيمة تريليونات الدولارات. المحللون يحذرون: كل يوم تأخير في فهم هذا التحول يعني ضياع فرص استثمارية قد لا تتكرر في العقدين القادمين.

خلال مشاركته في مؤتمر التمويل التنموي 2025 بالرياض، أعاد الخلف تشكيل فهم المستثمرين العالميين بكلمات حاسمة: “الرؤية خيار استراتيجي يهدف إلى إيجاد اقتصاد يخلق الفرص، ويجذب الاستثمار، ويبتكر الحلول”. الأرقام تتحدث بوضوح: الاستثمار الأجنبي المباشر نما بمعدلات قياسية محولاً المملكة من اقتصاد أحادي إلى مغناطيس استثماري متعدد القطاعات. سارة المطيري، رائدة الأعمال السعودية التي بنت إمبراطورية تقنية بقيمة 50 مليون ريال خلال 3 سنوات فقط، تؤكد: “الفرص اليوم تفوق كل التوقعات، البيئة الاستثمارية تغيرت 180 درجة”.

قد يعجبك أيضا :

منذ إطلاق الرؤية، شككت بعض الأوساط الاقتصادية العالمية في استدامة التحول، معتبرة إياه مجرد استجابة مؤقتة لأزمة أسعار النفط. لكن الحقائق على الأرض تروي قصة مختلفة تماماً. د. أحمد الراشد، الخبير الاقتصادي الدولي، يؤكد: “ما تشهده السعودية يشبه النهضة الاقتصادية التي عاشتها سنغافورة في السبعينات، لكن بحجم ووتيرة أضخم”. منظومة التنمية، ومن ضمنها صندوق التنمية الوطني، تحولت إلى نظام متسق يوجّه رؤوس الأموال نحو المشاريع ذات أعلى عائد اقتصادي واجتماعي، في تحول يشبه تدفق مياه الأمازون – قوي ومستمر ولا يتوقف.

قد يعجبك أيضا :

التأثير على الحياة اليومية بات واضحاً في كل مكان: فرص وظيفية جديدة في قطاعات لم تكن موجودة سابقاً, وبيئة استثمارية محفزة للمواطنين العاديين، وخدمات حكومية رقمية متطورة. محمد العتيبي، المستثمر المتقاعد من الكويت، يروي ندمه: “تأخرت في الدخول للسوق السعودي وفقدت فرصاً ذهبية كان يمكن أن تغير حياتي المالية”. التوقعات تشير إلى تدفقات استثمارية ضخمة ونشوء قطاعات اقتصادية جديدة بالكامل، بينما عبدالله النمري، مدير الاستثمارات في صندوق عالمي، يؤكد أن “الفرق كالليل والنهار، البيئة الاستثمارية تحولت بشكل جذري”.

رؤية 2030 ليست مجرد خطة طوارئ، بل استراتيجية تحول شامل تعيد تشكيل خريطة الاقتصاد السعودي والإقليمي. السعودية في طريقها لتصبح النموذج العالمي للتحول الاقتصادي الناجح خلال العقد القادم، ووضوح ومصداقية الرؤية هما العامل الأكبر في جذب المستثمرين العالميين. الوقت الآن للمستثمرين ورجال الأعمال لفهم حجم التحول والاستفادة من الفرص المتاحة قبل أن يفوت القطار. السؤال ليس ما إذا كانت السعودية ستنجح في تحولها الاقتصادي، بل هل ستكون جزءاً من هذا النجاح أم ستشاهده من بعيد؟

قد يعجبك أيضا :