في تطور مخيف يهز أركان المملكة، كشفت بيانات صادمة عن انهيار تاريخي في معدل المواليد السعودية بنسبة 64% خلال 43 عاماً، مسجلة انخفاضاً مدوياً من 44 ولادة لكل ألف نسمة عام 1980 إلى 16 ولادة فقط عام 2023. الخبراء يصرخون محذرين: “نحن أمام تسونامي ديموغرافي صامت قد يغير وجه السعودية إلى الأبد”، والنافذة الذهبية للإنقاذ تنغلق بسرعة البرق – 27 عاماً فقط تفصلنا عن نقطة اللاعودة عام 2050.

الأرقام المرعبة تروي قصة انهيار يحبس الأنفاس: معدل خصوبة هبط إلى 1.8 طفل لكل امرأة – أقل من مستوى الإحلال المطلوب لتجديد السكان. الدكتور إحسان بوحليقة، مؤسس مركز جواثا، يعلن بقلق بالغ: “هذه قضية مجتمعية مرتبطة بالهوية الوطنية والثقافة، وليس مجرد تحدٍ اقتصادي”. في مشهد يقشعر له البدن، تحكي سارة الأحمد، مديرة التسويق البالغة من العمر 32 عاماً: “أؤجل إنجاب طفلي الثاني منذ عامين بسبب ضغوط العمل والتكاليف المتزايدة… أشعر وكأنني أسرق مستقبلاً من وطني دون أن أدري”.

قد يعجبك أيضا :

هذه ليست مجرد أرقام جافة، بل إنذار أحمر من التاريخ. اليابان سقطت في هذا الفخ قبل أربعين عاماً وتحولت من مجتمع شاب نابض بالحياة إلى أكبر مجتمع مسن في العالم، وكوريا الجنوبية تصارع اليوم لعنة الانقراض الديموغرافي بمعدل خصوبة 0.78 فقط. الدكتور أيمن زهري، خبير السكان، يرسم صورة قاتمة: “الهرم السكاني يتحول تدريجياً إلى عمود – قاعدة ضيقة من الشباب تحمل قمة عريضة من المسنين”. البيانات تشير إلى زيادة مرعبة في نسبة كبار السن من 10% اليوم إلى 16% بحلول 2050.

الحياة اليومية للسعوديين على وشك التغيير جذرياً. الدكتور محمد آل عباس يحذر من تداعيات مدمرة: انهيار في الطلب على المساكن الكبيرة والسيارات العائلية، مدارس تغلق أبوابها بصمت مخيف، وروضات أطفال تتحول إلى أشباح صامتة. أم عبدالله، 55 عاماً، تتأمل بحزن عميق: “في جيلي كانت العائلة 8-10 أطفال، اليوم أبنائي يكتفون بطفل أو اثنين… البيوت أصبحت صامتة والعائلات الكبيرة مجرد ذكريات”. التوقعات المرعبة تشير إلى ضغط هائل على أنظمة التقاعد مع انخفاض عدد العاملين مقابل تزايد المتقاعدين، ما قد يؤدي إلى انهيار النظم الاجتماعية بأكملها.

قد يعجبك أيضا :

لكن وسط هذا الظلام الديموغرافي، تلوح بصيص من الأمل. النماذج الناجحة كالسويد تثبت أن الحل ممكن بسياسات جريئة: دعم شامل للأسر، إجازات مدفوعة للوالدين، وخدمات حضانة بتكلفة منخفضة. الخبراء يقدمون خارطة طريق للنجاة: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، إصلاح أنظمة التقاعد، واستقطاب العمالة الماهرة. السؤال المصيري الذي يؤرق الخبراء: هل ستنجح السعودية في كسر اللعنة الديموغرافية التي ابتلعت دولاً عظمى، أم ستصبح ضحية أخرى للتطور؟ الإجابة ستحدد مصير 47.7 مليون سعودي بحلول 2050.