لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عائشة أحمد الشهياري، سفيرة البيئة في برنامج «تواصل مع الطبيعة»، وكاتبة وناشطة بيئية وصانعة محتوى، تعمل في مجال الاستدامة والسياحة البيئية، وتسعى لأن يكون لكل مشروع تشارك به أثر حقيقي وملموس على المجتمع والبيئة. تؤمن بأن التنمية المستدامة تبدأ من المبادرات الصغيرة التي تؤثر على المدى الطويل، تحرص على المساهمة في مشاريع تحدث تغييراً إيجابياً يتجاوز الأرقام إلى التأثير الفعلي. وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي منصة فاعلة لنشر الوعي البيئي، وتعزيز مشاركة الشباب في حماية البيئة، من خلال المحتوى الذي تقدمه. تظهر القصص الملهمة والمبادرات البيئية، تعمل على ذلك من خلال «بودكاست» يسلط الضوء على جهود الأفراد والمجتمعات نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة، ضمن رسالتها الرامية إلى تعزيز الوعي، حيث تعتبر كل شخص قادراً على إحداث فارق، ولو بخطوة صغيرة.

مبادرات
تقول الشهياري: شغفي بالمبادرات البيئية، قادني إلى الانضمام لبرنامج «تواصل مع الطبيعة»، وهو مبادرة مشتركة بين هيئة البيئة – أبوظبي و«جمعية الإمارات للطبيعة». كنت أبحث عن فرصة تعمق معرفتي بالطبيعة الإماراتية، وأكون جزءاً من حراك وطني يعزز العلاقة بين الشباب والبيئة، ويجمع بين التوعية البيئية والعمل المجتمعي والتمكين العلمي، وقد منحني البرنامج مساحة لأعيد اكتشاف شغفي بالبحث العلمي، والمشاركة في مبادرات ملموسة تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة. وتلفت انتباهي الأنشطة الميدانية ورحلات الاستكشاف في الطبيعة، فهذه التجارب منحتني فرصة لإعادة اكتشاف جمال بيئتنا الإماراتية بشكل مباشر، والتعمق في دراسة تفاصيلها. شعرت خلالها بقوة الترابط بين الإنسان والطبيعة، ما يبعث على الإلهام، ويعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه البيئة.
تعزيز الوعي
تضيف: حماية البيئة مسؤولية جماعية تتطلب التزاماً مستمراً، فكل خطوة يمكن أن تحدث فرقاً حقيقياً، وقد دفعتني تجربتي إلى إصدار كتابي الأول، الذي شكّل انعكاساً لتجربتي في «تواصل مع الطبيعة»، خصوصاً خلال حملات تنظيف الشواطئ من آثار النفايات. وكانت الفكرة بكتابة قصص تجسد العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة؛ بهدف إيقاظ الوعي وتعزيز المسؤولية. وقد أدركت قيمة العمل الجماعي، وأن الوعي البيئي لا يكتمل إلا حين يتحول إلى فعل، وأن المبادرات الحقيقية تبدأ من الأشخاص الذين يؤمنون بإمكانية التغيير، وهذا ما شكل نقطة تحول في طريقة تواصلي مع الآخرين، سواء عبر المحتوى الذي أقدمه أو من خلال عملي الميداني والمجتمعي.
تشجيع الشباب
تعتبر الشهياري أن مشاركتها في «تواصل مع الطبيعة» كانت نقطة تحول حقيقية في حياتها المهنية، حيث فتحت أمامها آفاقاً جديدة لتكون جزءاً من مشاريع محلية وعالمية في السياحة البيئية والسياسات الخضراء. وتقول: هذه التجربة علّمتني كيف أشجع كل شاب وشابة على الالتحاق بالبرنامج، والذي يعد تجربة حياتية متكاملة، يمنح المشاركين فرصة بناء وعي بيئي عملي، ويزرع فيهم روح القيادة في حماية الطبيعة، ويعمل على ربط الجيل الجديد بالبيئة بشكل ملموس للمساهمة في بناء مجتمع مبادر، يرى في البيئة قضية شخصية ومشتركة في آنٍ واحد.
