1089 ريالاً يمنياً – هذا ما يخسره المواطن اليمني من كل 100 دولار عند انتقاله من صنعاء إلى عدن. في دولة واحدة، عملة واحدة، سعران مختلفان تماماً – مرحباً بكم في جحيم الاقتصاد اليمني. كل دقيقة تمر، الفجوة تتسع أكثر والمأساة تتعمق، وملايين اليمنيين يشاهدون مدخراتهم تتبخر أمام أعينهم.

الأرقام صادمة ومرعبة: الدولار الأمريكي يُباع في عدن بـ 1631 ريالاً، بينما في صنعاء لا يتجاوز 542 ريالاً – فجوة سعرية تزيد عن 200% في دولة واحدة. أحمد المواطن، 45 عاماً وموظف سابق، يروي مأساته: “أحتاج لتحويل مدخراتي من عدن لإعالة أسرتي في صنعاء، لكنني أفقد نصف قيمتها في الطريق.” هذا الانقسام المدمر يعصف بـ 30 مليون يمني يعيشون كابوساً اقتصادياً حقيقياً.

قد يعجبك أيضا :

الجذور العميقة لهذه الكارثة تعود إلى عام 2014 مع بداية الحرب وانقسام البنك المركزي اليمني بين عدن وصنعاء. الحصار الاقتصادي، توقف صادرات النفط، وانقطاع الرواتب الحكومية – كلها عوامل ساهمت في خلق هذا الجحيم النقدي. الخبراء يحذرون أن الوضع أسوأ من أزمة لبنان الاقتصادية، ويشبه انهيار فنزويلا. د. محمد الاقتصادي يؤكد: “نحن أمام كارثة اقتصادية وشيكة إذا استمر هذا الانقسام.”

في الشوارع اليمنية، المأساة تتكشف يومياً: المواطن يحتاج حقيبة نقود لشراء وجبة واحدة، والأطباء يرفضون التعامل بالريال اليمني. فاطمة التاجرة، 38 عاماً، استطاعت إنقاذ أسرتها من الفقر بالتجارة عبر الشطرين واستغلال فروق الأسعار، لكنها تؤكد: “ما أربحه أنا، يخسره مئات المواطنين البسطاء.” أصوات أجهزة عد النقود تختلط مع بكاء الأمهات اللواتي لا يستطعن شراء الطعام لأطفالهن، بينما طوابير طويلة تنتظر أمام محلات الصرافة في مشهد يحطم القلب.

قد يعجبك أيضا :

شعب واحد، عملة واحدة، لكن حياتان اقتصاديتان منفصلتان تماماً – هذا ما وصل إليه اليمن. الخيارات محدودة: إما الإنقاذ السريع أو الانهيار الكامل. المجتمع الدولي مطالب بتدخل فوري لتوحيد النظام المصرفي قبل أن تتحول هذه المأساة إلى كارثة إنسانية أكبر. السؤال المؤرق يبقى: كم من الوقت يمكن لشعب أن يصمد وعملته تنهار تحت قدميه كل يوم؟