استضاف إبراهيم عيسى، اليوم الأربعاء، عبر برنامج «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف إم»، الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن، للحديث عن ظاهرة اللجان الإلكترونية وتأثيرها على منصات التواصل الاجتماعي، وما تسببه من أزمات تشوّه صورة الفن والفنانين.
وقال محمد عبد الرحمن: «اللجان الإلكترونية هي في الأصل قوة ناعمة، لكنها تُستخدم بخشونة، وهي متاحة في أيدي الجميع، ويمكن توظيفها لمهاجمة فنان أو عمل فني، أو لدعم فنان أو عمل آخر، الفارق أن اللجان المتخصصة في الهجوم تعمل بشكل مستمر، وتظهر بقوة في مواسم معينة، وليست مقتصرة فقط على توقيت عرض العمل الفني».
وأضاف: «هناك فئة يمكن تسميتها بـ(تجّار الريتش)، وهم يسعون إلى تحقيق أكبر قدر من الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي، من خلال صفحات متخصصة في ترصّد الفنانين والمشاهير وتصويرهم وملاحقة تفاصيل حياتهم».
فيلم «الست»
وعن الجدل الذي أثير حول فيلم «الست»، أوضح عبد الرحمن: «في بداية الحملة كان الهجوم موجّهًا ضد منى زكي شخصيًا، وليس ضد الفيلم ذاته، ثم تطورت الحملة إلى الدعوة لعدم دخول الفيلم، وهو ما دفع بعض الناس للخوف من التعبير عن آرائهم الموضوعية. لاحقًا، أصبح الهدف أكبر من مجرد عمل فني، وربما امتد إلى محاولة ضرب الشراكات الإنتاجية».
وتابع: «في علم النقد، لا يُفترض الكتابة عن الفيلم إلا بعد مرور أسبوع على عرضه، لكن هذا المبدأ تغيّر مع وجود الصحافة اليومية والمواقع الإلكترونية. وإذا تحدثنا عن الفنان محمد صبحي وانتقاده للفيلم في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، فقد قال إن الفيلم يشوّه صورة أم كلثوم، لكنه استند في ذلك إلى انطباعات عامة، وليس إلى مشاهدته الفعلية للعمل. للأسف، توجيه الرسائل عبر السوشيال ميديا يجعلها تتخذ مسارات مختلفة، وتشبه النار؛ كلما خمدت في مكان اشتعلت في مكان آخر. ومع ذلك، أدرك محمد صبحي لاحقًا خطأه، وضبط معيار تصريحاته».
أحمد السقا
وبشأن الحملات التي طالت الفنان أحمد السقا بعد دعمه محمد صلاح بفيديو باللغة الإنجليزية، قال عبد الرحمن: «أكثر ما ينقص الفنان هو غياب إدارة أعمال حقيقية تحيط به، من المفترض أن يمتلك معظم الفنانين شركات تدير شؤونهم، وألا يُنشر أي محتوى إلا بعد مراجعته قانونيًا وإعلاميًا. السؤال هنا: هل كان محمد صلاح في حاجة فعلية لهذا الدعم؟ وهل كان سيُحدث فرقًا مع مدربه أو مع نادي ليفربول؟ السقا تصرف بدافع عاطفي واضح، وتحدث بلغة قوية مخاطبًا النادي الإنجليزي، وهو ما فتح باب السخرية حتى من محبيه، في رأيي، رد فعله جاء نتيجة حساسية مفرطة، لكن المشكلة تفاقمت حين ظهر لاحقًا في ندوة صحفية بتصريحات جدلية أخرى، من بينها حديثه عن تجسيد شخصية خالد بن الوليد، ما يطرح تساؤلًا: هل نحن بحاجة فعلًا إلى عمل فني عن خالد بن الوليد في هذا التوقيت؟».
وعن تعامل الفنانين مع منصات التواصل الاجتماعي، اختتم محمد عبد الرحمن حديثه، قائلًا: «هناك مستويات متعددة للتعامل مع السوشيال ميديا؛ فبعض الفنانين يتعاملون معها باحتراف شديد، وآخرون ينظرون إليها كوسيلة تجارية لتحقيق أرباح مادية، وهناك من يستخدمها بدافع الظهور وإبداء الرأي، بينما يفضّل آخرون الابتعاد عنها تمامًا. الجيل الجديد من الفنانين بات أكثر وعيًا بخطورة هذه المنصات. السوشيال ميديا مغرية بطبيعتها، لكن كثيرين تعلموا من أخطائهم، والفنان يجب أن يستشير من حوله قبل كتابة أي منشور، خصوصًا في لحظات الانفعال».
Related
