
بيروت – «القدس العربي»: وأغارت مسيرة إسرائيلية على تلة ساري بين محلتي العزية والشخروب في كفركلا. وبناء على طلب لجنة «الميكانيزم» استقدم الجيش اللبناني حفّارة لتفتيش أحد المواقع في بلدة تولين، على خلفية ادعاءات إسرائيلية بوجود نفق لحزب الله في المنطقة، علمًا أن الموقع المذكور كان قد تعرّض سابقًا لغارة إسرائيلية، وبعد البحث تم العثور على النفق.
وترافقت الاستهدافات مع إعلان صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن إسرائيل تستعد لمواجهة عسكرية مع «حزب الله» مع اقتراب الموعد النهائي لنزع سلاحه جنوبي نهر الليطاني نهاية العام، فيما لا تزال واشنطن ترى إمكانية منع التصعيد. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين «أن المواجهة مع حزب الله باتت حتمية لأن التنظيم يتعافى ويتعزز بوتيرة أسرع»، وأن إسرائيل أبلغت واشنطن أن الجيش اللبناني لا يقوم بالمهمة المطلوبة». ولفتت «يديعوت أحرونوت» إلى «تراجع الدعم الأمريكي لعمل عسكري إسرائيلي واسع ضد حزب الله في هذه المرحلة».
بين ترامب ونتنياهو
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم» أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تسعى إلى خوض عدة أيام من القتال في لبنان، يتم خلالها تدمير القدرات العسكرية ل»حزب الله» ليس فقط جنوب البلاد ولكن في مناطق أخرى، مع التركيز على العاصمة بيروت، حيث يقوم حزب الله بإعادة تأهيل بنيته التحتية»، مشيرة إلى «أن نتنياهو سيتحدث مع ترامب حول ضرورة تحرك إسرائيل ضد حزب الله، وتنسيق هذه التحركات معه، في ظل تشكيك إسرائيل في قدرة الجيش اللبناني على نزع سلاح الحزب»، لافتة إلى «أن الرئيس الأمريكي سيسعى لاستنفاد الحلول الدبلوماسية في لبنان قبل اتخاذ أي خطوة حاسمة».
«القرض الحسن» لن تغيّر اسمها… وأخبار عن زيارة سرية لموفد من الحزب إلى السعودية
تزامناً، التقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في قصر بعبدا رئيس الوفد اللبناني المفاوض في «الميكانيزم» السفير سيمون كرم، وزوّده بتوجيهاته قبيل الاجتماع المقرر للجنة يوم غد الجمعة. وأعقب هذا الاجتماع توضيح بعدم وجود توجه لتطعيم لجنة «الميكانيزم» بشخصيات شيعية وسنية ودرزية إلى جانب السفير كرم.
وأكد الرئيس عون خلال استقباله وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أن «من يسوّق للحرب انفضحت لعبته، فثمة من يعيش على الحرب نفسها لإجراء الانتخابات على أساسها»، سائلاً: «هل يجوز لهذا البعض أن يشوه الصورة الحقيقية ويبث الشائعات ويخيف اللبنانيين ويطلب الحرب كرمى مصلحته الانتخابية، فيما علينا التمسك بحسنا ومسؤوليتنا الوطنية في هذا الظرف الدقيق الذي نمر به؟».
متري: مراحل لاحقة
في المواقف، أوضح نائب رئيس الحكومة طارق متري في افتتاح الجلسة الأولى من المؤتمر الثامن لمركز كارنيغي – الشرق الأوسط، «أن المجتمع الدولي يشترط بسط سلطة الدولة كمدخل أساسي للدعم»، معرباً عن أمله في «أن تلعب الدول العربية دوراً داعماً عبر علاقاتها الدولية». وتطرق إلى سلاح حزب الله قائلاً «إن قائد الجيش اقترح خطة من خمس مراحل، تنطلق من تعزيز قدرات الجيش، وأن بسط سلطة الدولة في المنطقة المحيطة بالليطاني يشهد تقدمًا تدريجيًا، مع اقتراب الجيش من إنهاء مهمته جنوب الليطاني تمهيدًا للانتقال إلى مراحل لاحقة». أما لجنة الميكانيزم، فرأى فيها «مساحة نقاش وإطاراً للإشراف والتحقق من احترام الاتفاقات»، مؤكدًا «التزام لبنان بها منذ اليوم الأول، في مقابل استمرار الخروقات الإسرائيلية»، نافياً «امتلاكه أي معلومات حول تعيين ممثلين طائفيين في اللجنة».
وعلى صعيد العلاقات مع سوريا، اعتبر متري «أن لبنان أمام فرصة تاريخية لبناء نمط جديد من العلاقات قائم على التعاون والاحترام المتبادل، بعد أكثر من أربعة عقود من التدخل السوري التي باتت من الماضي». وكشف «أن الرئيس السوري أحمد الشرع أبدى خلال لقاء مطوّل معه رغبة واضحة في التطلع إلى المستقبل»، معتبراً «أن مصالح البلدين مترابطة في ملفات الطاقة، والحدود، واللاجئين، والاستثمار»، مشيراً «إلى أهمية مرفأي بيروت وطرابلس بالنسبة إلى سوريا، وإلى إدراك الشرع لدور بيروت التاريخي ومحورية مرفئها».
خريس: أين الضغط الدولي؟
من جهته، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس «أن السؤال الذي يجب ان يطرح وبقوة مَنْ الذي يخرق اتفاق وقف إطلاق النار؟ ومن هو الطرف الذي لم يلتزم ولو ليوم واحد القرار 1701؟ والجواب واضح هي إسرائيل». وأشار إلى «أن السفراء المعتمدين جاؤوا إلى الجنوب، ورأوا بأم العين دور الجيش في بسط سلطته بالكامل على التراب اللبناني، وبخاصة في منطقة جنوب الليطاني، في وقت لا تزال إسرائيل إلى الآن تحتل أجزاء من أرضنا، فأين الضغط الدولي لإجبار العدو الإسرائيلي على الخروج من أرضنا ووقف الاعتداءات والإفراج عن الأسرى؟»، سائلاً «عن مصير إعادة إعمار ما هدمه العدو الإسرائيلي».
عون زوّد رئيس الوفد المفاوض بالتوجيهات ولا توجه لإضافة شيعي وسني ودرزي
أما عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط فقال بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «على«حزب الل»ه أن يفهم أن المرحلة الجديدة يجب أن تكون مرحلة تواصل وإعادة وضع خريطة حقيقية وواضحة لتسليم السلاح، ولا أفهم ماذا خدم هذا السلاح حزب الله حتى اليوم، لم يخدم الأرض والشعب وقيادات الحزب وعناصره ولم يحمهم وأيضاً ولم يحم الجنوب، لا بل أتى باحتلال جديد على الجنوب، وبالتالي على الحزب أن يسلم سلاحه إلى الجيش وأن نقف جميعاً وراء الجيش من أجل حماية لبنان». وأضاف: «نسأل ما هي مهمة ودور هذا السلاح في شمال الليطاني، وإذا كان دوره في جنوب الليطاني حماية الحدود التي لم يستطيعوا حمايتها، وبالتالي احتل الإسرائيلي جنوب الليطاني، اذا شمال الليطاني لماذا؟. هذا السلاح هو لتقويض وترهيب اللبنانيين».
زيارة سرية
في ملف آخر لـ«حزب الله»، وبعدما تردد أخيراً عن تغيير تسمية جمعية «القرض الحسن» أصدرت الجمعية بياناً جاء فيه: «إن جمعية مؤسسة القرض الحسن لا تزال تعمل باسمها كالمعتاد في جميع فروعها المنتشرة على الأراضي اللبنانية ومستمرة في أعمالها الأساسية في إدارة عملية القرض الحسن في المجتمع بين المساهمين الخيّرين والمقترضين لتلبية حاجاتهم الاجتماعية المختلفة».
وأضاف البيان «أما عمليات بيع وشراء الذهب نقدًا أو بالتقسيط فهي تم من خلال شركات تجارية مرخّصة وفق القوانين المرجعية الإجراء، عبر مندوبين لها».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «نداء الوطن» «أن مسؤول العلاقات العربية والدولية في «حزب الله»، عمار الموسوي، يقوم بزيارة سرية إلى المملكة العربية السعودية، بوساطة تركية عقب مشاركته مطلع الشهر الجاري في مؤتمر في إسطنبول، وبعلم رئيس الجمهورية جوزف عون، وتنسيق من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكان أمين عام «الحزب» الشيخ نعيم قاسم أعلن في إحدى اطلالاته انفتاحه على الرياض واستعداده لفتح حوار معها.
