يشهد الفيلم التونسي الفرنسي المشترك “صوت هند رجب”، المرشح لجوائز الأوسكار، عرضًا واسعًا في دور السينما العربية ضمن مبادرة سينما لعرض الأفلام العربية، حيث تتصدر السعودية قائمة الدول المشاركة بأكبر عدد من دور العرض.

    السعودية في الصدارة
    ومن المقرر عرض الفيلم في نحو “167 دار عرض” في مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث تتصدر السعودية عرض النسخة السينمائية للفيلم في 51 دار عرض داخل المملكة، وفي مصر 22 دار عرض، و”37 في الإمارات”، و”12 في قطر”، و”12 في العراق”، و”9 في عُمان”، و”8 في الكويت”، و”9 في البحرين”، و”6 في الأردن”، إضافة إلى “دار عرض واحدة في سوريا”، هذه الجولة الممتدة لثلاثة أشهر تسمح بوصول الفيلم إلى جمهور متنوع، حيث يتم الترويج له كعمل فني يجمع بين الدراما والوثائقية، ويسلط الضوء على قضايا إنسانية معاصرة، مما يعزز من تأثيره الثقافي في المنطقة.

    ويروي الفيلم قصة الطفلة هند رجب البالغة من العمر ست سنوات، التي وجدت نفسها محاصرة داخل سيارة تحت وطأة النيران في غزة، بينما يبذل متطوعو الهلال الأحمر جهودًا لإنقاذها؛ هذه الواقعة الحقيقية وقعت في التاسع عشر والعشرين من كانون الثاني/يناير 2024، وتُقدم بعمق عاطفي يجمع بين التوتر والأمل؛ من كتابة وإخراج كوثر بن هنية، وبطولة سجا الكيلاني ومعتز ملحيس وكلارا خوري وعامر حليحل، في إنتاج تونسي فرنسي مشترك يشمل فرقًا دولية في التصوير والمونتاج والموسيقى.

    حقق سبع جوائز رئيسية
    وشهد فيلم صوت هند رجب عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حيث نال تصفيقًا طويلًا من الجمهور، وحقق سبع جوائز رئيسية؛ كما شارك في أكثر من خمسة عشر مهرجانًا آخر دوليًا، محرزًا جوائز تقديرية وجماهيرية متنوعة، أبرزها الجائزة الكبرى لأفضل فيلم لعام 2025 في مهرجان غنت السينمائي ببلجيكا؛ هذه الإنجازات تعزز مكانته كعمل فني مؤثر يتجاوز الحدود.

    وأعلنت أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية (الأوسكار) إدراج فيلم “صوت هند رجب” ضمن القائمة القصيرة للنسخة الثامنة والتسعين من جوائز الأوسكار، حيث ينافس في فئة أفضل فيلم دولي المخصصة للأعمال المنتجة خارج الولايات المتحدة، إلى جانب ثلاثة أفلام عربية أخرى هي “اللي باقي منك” للمخرجة شيرين دعيبس، و”فلسطين 36″ للمخرجة آن ماري جاسر، و”كعكة الرئيس” للمخرج العراقي حسن هادي.

    ويعد هذا الترشيح الثالث خلال خمس سنوات لفيلم من إخراج كوثر بن هنية يدخل سباق الأوسكار، بعد فيلمي “الرجل الذي باع ظهره” و”بنات ألفة”، وعبّرت بن هنية عن سعادتها بوصول الفيلم إلى القائمة القصيرة، عبر منشور على صفحتها في فيسبوك، قالت فيه إن الترشيح يمثل لحظة فخر وامتنان لكل من آمن بالفيلم وساهم في دعمه، واعتبرته بداية لرحلة جديدة.

    العمل “يوقظ الضمائر ويبقي الذاكرة حية”
    وكان الفيلم، الحاصل على جائزة “الأسد الفضي” من مهرجان فينيسيا السينمائي 2025، قد عُرض مؤخرًا في أنقرة تحت رعاية رئاسة الجمهورية، بحسب بيان صادر عن وزارة الثقافة التركية، حيث استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أفرادًا من عائلة الطفلة الشهيدة هند رجب، التي قتلت على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي

    وتفاعلت زوجة الرئيس التركي، السيدة أمينة أردوغان، مع الفيلم، وكتبت “أن العمل “يوقظ الضمائر ويبقي الذاكرة حية”، مشيرة إلى أنها تابعت عرضه “بغصة تخنق الأنفاس”، وقالت إن صوت الطفلة الفلسطينية هند رجب (6 أعوام)، التي انتُزعت من الحياة بوحشية في غزة، كان بمثابة “صرخة استغاثة سمعها العالم بأسره لكن لم يجبها أحد”.

    وأشادت زوجة الرئيس التركي بالفيلم، معتبرة أنه “لم يسمح لتلك الصرخة أن تتلاشى في الظلام”، مترحمة على روح الطفلة هند وجميع الشهداء الفلسطينيين، ومعربة عن أملها في أن تواصل “حكاية هند التي لم تكتمل” إيقاظ العالم، مهنئة فريق العمل والقائمين على إنتاج الفيلم.