مع نقلة القطاع السينمائي في السعودية من حيث حجم وجودة الأعمال المنتجة، مدعومة بتكامل القطاعات الثقافية والإبداعية، شهد معرض جدة للكتاب 2025 توقيع اتفاقية بين المخرج والمنتج أسامة الخريجي والروائي سالم الصقور، تقضي بتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى عمل سينمائي.

    وقال الخريجي لـ«الاقتصادية»، إن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، ويخضع حاليًا لإجراءات التطوير الإبداعي قبل الانتقال إلى مراحل التنفيذ.

    أوضح بشأن مراحل العمل، أن الجهود تتركّز في الوقت الراهن على تطوير النص وتحويل الرواية إلى معالجة بصرية متكاملة، وهي مرحلة يُتوقع أن تستغرق ما بين 3 إلى 6 أشهر، على أن يتم لاحقًا تحديد مواعيد التصوير وخطط الإنتاج النهائية بعد الانتهاء من كتابة السيناريو واعتماده.

    أشار إلى أن اختيار رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» جاءت لانطلاقها من منطقة إنسانية نادرة في السرد السعودي، إذ لا يكتفي النص بسرد الحكاية، بل يشتغل على الذاكرة والوعي الجمعي والتوتر النفسي داخل المجتمع، من دون خطابية أو ادّعاء.

    ذكر أن الرواية تمتلك صوتًا سرديًا واعيًا بأدواته، يوازن بين السخرية السوداء والتأمل الفلسفي، ويطرح أسئلة عميقة حول الهوية والقبيلة والوراثة النفسية، بلغة أدبية قادرة على التحول بصريًا إلى عمل سينمائي غني ومركب.

    لفت إلى أن الرواية تقوم دراميًا على بنية غير خطية، تتكئ على الفلاشباك وتداخل الأزمنة، وتتعامل مع الذاكرة بوصفها محركا للأحداث لا مجرد خلفية لها، ما يفتح أفقا واسعًا لمعالجة سينمائية جريئة وغير تقليدية.

    أما على المستوى البصري، فأشار إلى أن العالم الذي تقدمه الرواية كثيف وحسي ومشحون بالتفاصيل النفسية والمكانية، ما يجعلها قابلة للتحول إلى صورة سينمائية ذات طابع خاص، بعيدة عن النمطية، وقريبة من سينما المؤلف التي تراهن على الجو والإيقاع والرمز أكثر من الحدث المباشر.

    أضاف أن من أبرز ما جذب فريق العمل إلى الرواية أيضًا أنها لا تقدم موقفًا أيديولوجيًا جاهزًا، بل تترك مساحة واسعة للتأويل، وتثق بذكاء المتلقي، وهي سمة نادرة ومهمة في الأعمال التي يُطمح إلى تحويلها لأفلام تحمل قيمة فنية وتبقى في الذاكرة.من جانبه، قال سالم الصقور، كاتب رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً»: إن أسامة تويجري، صاحب شركة «الحكواتي» للإنتاج، اطّلع على الرواية قبل نحو 6 أشهر، ثم بادر بالتواصل معه لمناقشة تحويلها إلى عمل سينمائي.

    أضاف، أن الاتفاقية جرى توقيعها تحت رعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة، على أن يبدأ العمل عليها فورًا، مبينًا أن مرحلة ما بعد التوقيع ستشهد تشكيل لجنة متخصصة تتولى إعداد سيناريو الفيلم.

    وأشار الصقور إلى أن هذه الرواية تُعد أول عمل روائي له يتم تحويله إلى فيلم سينمائي، معتبرًا أن ذلك يبرز التقدم المتسارع الذي يشهده القطاع السينمائي السعودي، ولا سيما في مجال تحويل الروايات المحلية إلى أعمال فنية، أسوة بما هو معمول به في الدول المتقدمة سينمائيًا، حيث تعتمد نسبة كبيرة من الأفلام على أعمال أدبية مكتوبة.وأكد أن هذا الحراك يمثل دعمًا مباشرًا للروائيين السعوديين، ويعزز ثقتهم في تقديم أعمال أدبية قابلة للتحول إلى إنتاجات سينمائية، في ظل النمو الواضح الذي يشهده قطاع السينما في السعودية.