في تطور مناخي مفاجئ يهز اليمن، يستعد 18 محافظة يمنية لمواجهة موجة برد قارسة خلال الساعات القادمة، بينما تحذر الأرصاد الجوية من ضباب كثيف قد يحجب الرؤية تماماً على الطرق الجبلية لأول مرة هذا العام. تحذيرات رسمية عاجلة انطلقت للمواطنين والسائقين قبل ساعات من وصول هذه الموجة الجوية الاستثنائية التي تهدد بشل الحركة في معظم أنحاء البلاد.
المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يطلق إنذاراً أحمر: موجة برد شديدة اجتاحت مرتفعات صعدة وعمران وصنعاء وذمار والبيضاء مصحوبة برياح عاتية تصل سرعتها إلى 25 عقدة وضباب مرعب ينعدم معه مدى الرؤية الأفقية. “المواطنون في المرتفعات يواجهون ليلة قارسة بينما السائقون في خطر حقيقي بسبب انعدام الرؤية”، حذر المركز في نشرته العاجلة. أحمد المحطوري، سائق شاحنة من صنعاء، يروي رعبه: “كادت أن أصطدم بشاحنة أخرى بسبب الضباب الكثيف، لم أرَ شيئاً على مسافة مترين أمامي.”
قد يعجبك أيضا :
هذه ليست المرة الأولى التي تضرب فيها موجة برد قاسية اليمن، فآخر موجة مماثلة عام 2020 تسببت في وفاة 15 شخصاً وشلت الحركة لأيام عديدة. خبراء الأرصاد يربطون هذه الظاهرة بالتغيرات الموسمية والموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، مما يخلق تقلبات جوية حادة. د. فاطمة الهمداني، خبيرة الأرصاد الجوية، تؤكد: “هذا النوع من التقلبات أصبح أكثر شدة وتكراراً بسبب التغير المناخي، والمنطقة المتأثرة تعادل مساحة سوريا ولبنان مجتمعتين.”
بينما يستعد آلاف السائقين لمواجهة كابوس الضباب، تتعطل حركة النقل ويُتوقع إلغاء رحلات جوية وإغلاق مدارس في المناطق الجبلية. لكن في الجانب المضيء، تستقبل مريم الزبيدي، مزارعة من ذمار، هذه الأمطار بفرح: “استيقظت على صوت المطر بعد شهور من الجفاف، إنه أمل جديد لمحاصيلنا التي كادت تموت عطشاً.” الرياح العاتية التي تصدر صفيراً مرعباً بين قمم الجبال، والضباب الكثيف الذي يلف المرتفعات كالقطن الأبيض، يرسمان مشهداً دراmatياً لطبيعة يمنية تتقلب بين القسوة والرحمة.
قد يعجبك أيضا :
مع تواصل هذه الموجة الاستثنائية، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد بداية شتاء استثنائي في اليمن؟ د. سالم العمري من مركز التنبؤات يؤكد: “نجحنا في إصدار التحذير قبل وصول الموجة بـ12 ساعة، وندعو جميع المواطنين لتجنب السفر غير الضروري وحمل أدوات الطوارئ.” البرد القارس قادم لا محالة، والاستعداد الآن ليس مجرد خيار بل ضرورة حتمية للنجاة من هذه الموجة التي قد تعيد تشكيل خريطة الطقس اليمني.
