وأوضحت شاكدام، في هذه المقابلة، التي نُشرت يوم الخميس 18 ديسمبر (كانون الأول)، أنها زارت إيران ما بين سبع إلى ثماني مرات، وكانت مدة كل زيارة نحو أسبوع.

    وأضافت أنها بدأت نشاطها الإعلامي بإجراء مقابلات مع شبكات مرتبطة بحزب الله، ثم تعاونت لاحقًا مع وسائل إعلام، مثل “روسيا اليوم” و”برس تي ‌في”.

    كما تطرّقت إلى تفاصيل تعرّفها على الإعلامي المقرّب من النظام الإيراني، نادر طالب ‌زاده، مؤكدةً أنه وفّر لها “تصريحًا كاملاً وغير مشروط” للحضور والعمل داخل إيران.

    وشدّدت شاكدام على أنها، رغم عدم امتلاكها بطاقة صحافية ودخولها البلاد بصفة سائحة، تمكّنت بفضل ترتيبات طالب‌ زاده من الحضور في الحملة الانتخابية للرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرته، وإجراء مقابلة معه.

    وكان طالب ‌زاده، الذي أثارت تصريحاته حول قضايا، من بينها تفشّي فيروس “كورونا”، وإسقاط الحرس الثوري الطائرة الأوكرانية ردود فعل واسعة، قد توفي في مايو (أيار) 2022.

    وقبل وفاته، قال طالب زاده، ردًا على تصريحات شاكدام بشأن مقابلتها مع رئيسي: “اشترطنا إجراء المقابلة بأن تكون الأسئلة من طرفنا”.

    خامنئي لا يهتم بالنساء ويميل إلى الفتيان

    وقالت شاكدام، في الجزء الآخر من مقابلتها مع “إيران إنترناشيونال”، إن خامنئي “لا يهتم بالنساء”، وإنها سمعت من طالب ‌زاده أن المرشد الإيراني يميل إلى “الفتيان صغار السن”.

    وتطرّقت إلى أجواء لقائها المرشد الإيراني، علي خامنئي، موضحةً أنها كانت على مسافة قريبة منه، لكنها لم تصافحه.

    وبحسب قول شاكدام، حاول خامنئي، خلال اللقاء، أن يظهر بمظهر “إله بين الناس”، ولذلك سألها عمّا إذا كان الله يمكن أن يرتكب “إبادة جماعية” أو جرائم.

    وأضافت أن خامنئي أبدى دهشته من توصيف الناس له بمثل هذه العبارات.

    وعادت روايات هذه الكاتبة عن فترة وجودها في إيران، وما أثارته من ردود فعل واسعة، إلى صدارة الأخبار مجددًا في الصيف الماضي بعد سنوات من الغياب.

    ويشار إلى أنه في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصدرت السلطة القضائية حكمًا بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 14 شهرًا، ومنعًا من النشاط الإعلامي لمدة عامين بحق النائب السابق في البرلمان الإيراني، مصطفى كواكبيان، على خلفية تصريحاته بشأن شاكدام.

    وكان كواكبيان قال، في 10 يوليو (تموز) الماصي على التلفزيون الرسمي الإيراني، إن شاكدام “أقامت علاقات جنسية مع 120 شخصًا من كبار المسؤولين في البلاد”.

    وردّت شاكدام حينها، في مقابلة مع بودكاست “عين على إيران” التابع لـ “إيران إنترناشيونال”، قائلة إن هذه التصريحات “غير صحيحة، وغير ممكنة، ومختلَقة بالكامل”.

    دعم رضا بهلوي

    في حديثها عن المرحلة، التي تلت “حرب الـ 12 يومًا”، قالت شاكدام إن البعض يتساءل: لماذا لا تقوم إسرائيل بعمل أوسع و”تنقذ إيران”، مضيفة: “إسرائيل لن تأتي لإنقاذ الإيرانيين. الإيرانيون قادرون على فعل ذلك بأنفسهم”.

    ووجّهت خطابها إلى الإيرانيين قائلة: “لديكم قائد. الأمير رضا بهلوي، الوريث الشرعي لعرش إيران. التفّوا حوله، واذهبوا واستعيدوا حريتكم”.

    وأشادت شاكدام بأداء رضا بهلوي، مؤكدةً أن “القيادة لا تعني اتخاذ القرار وفرضه على الناس، بل تعني خدمة الشعب. أعتقد أن الأمير يقوم بذلك. إنه في خدمة الإيرانيين”.

    وبعد أن تحدثت شاكدام للمرة الأولى عن تجربتها في إيران عام 2021، أفادت تقارير إعلامية بأن 18 مقالاً لها نُشر على موقع خامنئي الإلكتروني.

    وفي ذلك الوقت، أعلن مكتب خامنئي أن شاكدام، بين عامي 2015 و2017، “أرسلت عبر بعض الناشطين الإعلاميين المهتمين بالثورة الإيرانية، مقالات حول قضايا مرتبطة بقيم الإسلام والثورة، وقد نُشر بعضها”.

    وأضاف المكتب أنه لم تكن لها “أي علاقة” بموقع خامنئي منذ عام 2017.

    تجربة “معاداة السامية” في اليمن

    أضافت شاكدام أنها تعرّفت في أواخر سنوات المراهقة على زوجها السابق، وانتقلت معه إلى اليمن، موضحةً أن مواجهتها لـ “معاداة السامية” هناك، ومشاهدتها نفوذ النظام الإيراني في هذا البلد، غيّرا نظرتها بالكامل.

    وأضافت، محمّلةً المرشد الإيراني مسؤولية تشكيل وتعزيز جماعات، مثل حماس وحزب الله والحوثيين، أن ذلك دفعها إلى “الذهاب إلى أصل المشكلة”.

    وردًا على سؤال بشأن احتمال ارتباطها بجهاز “الموساد” الإسرائيلي، قالت: “يجب أن تسألوا الموساد نفسه عن ذلك”.

    وفي 16 أكتوبر الماضي، كتب معهد “ستيمسون” المعني بالعلاقات والأمن الدوليين، في تحليل له، أن النظام الإيراني زاد من دعمه التسليحي للحوثيين في اليمن بعد التوصل إلى هدنة في غزة، وأن هذه الجماعة قد تستخدم قدراتها العسكرية ضد إسرائيل.

    وأشار التحليل إلى أن خامنئي، في ظل محدودية قدرات حزب الله والميليشيات الشيعية في العراق، يرى في الحوثيين الخيار الأنسب لخط المواجهة الأمامي مع إسرائيل.

    زينب سليماني و”سمسرة المحبة”

    في ردّها على سؤال بشأن لقائها أبناء مسؤولين في النظام الإيراني وشخصيات مقرّبة من السلطة، قالت شاكدام إنها تعرّفت في تلك الفترة على امرأتين تحملان اسم “زينب”، وأن هذه اللقاءات جرت في الغالب خلال مناسبات دينية، من بينها مراسم الأربعين، وفي كربلاء.

    وسمّت زينب سليماني، ابنة القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، مضيفةً أن بعضهم يصفها بأنها “أكبر سمسار للمحبة في بنية النظام الإيراني”.

    وبحسب شاكدام، تلعب زينب سليماني دورًا في التعريف وترتيب الزيجات لعناصر مرتبطة بجماعات مثل حزب الله، ضمن شبكة منظمة.

    كما تحدّثت عن لقاء قصير جمعها بزينب مغنية، ابنة عماد مغنية، أحد القادة البارزين في حزب الله اللبناني، مشيرةً إلى أنها ذكرت خلال اللقاء مقتل والدها.