في اللحظة التي تقرأ فيها هذا الخبر، مات طفل يمني من الجوع – وسيموت آخر خلال 75 دقيقة. اليمن يحطم رقماً قياسياً لا يريد أحد كسره: أسوأ مجاعة في التاريخ البشري الحديث تصل ذروتها التاريخية، حيث يواجه 21 مليون يمني – ثلثا الشعب بأكمله – السؤال ذاته كل صباح: هل سنجد طعاماً اليوم؟ كل دقيقة تأخير تعني موت طفل بريء، والعد التنازلي بدأ منذ سنوات.

تكشف الأرقام الصادمة لبرنامج الغذاء العالمي حقائق مرعبة: 61% من الأسر اليمنية – أي 4.2 مليون أسرة تضم أكثر من 20 مليون إنسان – تعاني يومياً من نقص الطعام الأساسي. أم محمد، نازحة من صنعاء وأم لخمسة أطفال، تروي بصوت متهدج: “نقتسم وجبة واحدة من الخبز والشاي يومياً، أطفالي ينامون جوعى وأنا أحاول إخفاء دموعي.” في مناطق سيطرة الحوثيين، تصل النسبة إلى 60% مقابل 63% في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً، لكن الأرقام لا تعكس حجم المأساة الحقيقي.

قد يعجبك أيضا :

الكارثة لم تحدث بين ليلة وضحاها – 11 سنة من الحرب الدامية حولت “اليمن السعيد” إلى جحيم على الأرض. انقسام السلطة بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، تعليق المساعدات الإنسانية لفترات طويلة، وانهيار الاقتصاد بالكامل، كلها عوامل دفعت بالبلاد نحو هذه الهاوية. د. مارك لوكوك، خبير التغذية الدولي السابق، يحذر بقوله: “لم يشهد التاريخ الحديث مجاعة بهذا الحجم منذ الحرب العالمية الثانية – ما نراه في اليمن كارثة إنسانية تفوق كل التوقعات.”

تخيل أن تقول لطفلك: “لا يوجد عشاء اليوم” كل ليلة لسنوات – هذا واقع ملايين الأسر اليمنية اليوم. سالم الحضرمي، سائق تاكسي من عدن، يكشف المأساة بكلمات بسيطة: “أبيع أغراض البيت لأشتري الدقيق، أطفالي ينامون جوعى كل ليلة.” النساء المعيلات للأسر والنازحون داخلياً هم الأكثر تضرراً، حيث يواجهون حرماناً شديداً يصل إلى 35% من الأسر في كل أنحاء البلاد. الخبراء يحذرون: النافذة الزمنية للإنقاذ تضيق كل يوم وقد تُغلق نهائياً خلال أشهر، فيما يهدد جيل كامل من الأطفال بالموت أو العاهات الدائمة.

قد يعجبك أيضا :

الخلاصة مرعبة وبسيطة: ثلثا شعب يموت جوعاً أمام أعين العالم في صمت مريب. الخيارات أمامنا واضحة: إما إنقاذ عاجل خلال أسابيع، أو نكون شهوداً على أعظم كارثة إنسانية في التاريخ الحديث. كل قرش تتبرعه الآن قد يكون الفرق بين حياة وموت طفل بريء لا ذنب له سوى أنه وُلد في اليمن. السؤال الآن ليس “متى ستنتهي المأساة؟” بل “كم طفلاً سيموت قبل أن نتحرك؟”