رحلت في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت الممثلة المصرية سمية الألفي عن عمر 72 عاماً، داخل أحد المستشفيات، بعد صراع مع مرض السرطان استمر لسنوات. ومن المقرر أن تُشيَّع جنازتها من مسجد مصطفى محمود في حي المهندسين في القاهرة، على أن يُعلَن لاحقاً عن موعد ومكان تلقي العزاء.
غابت سمية الألفي لفترة طويلة عن الأضواء ولم تحضر أي مناسبات فنية، باستثناء ظهورها قبل نحو شهرين أثناء زيارة نجلها الممثل أحمد الفيشاوي في كواليس تصوير فيلمه “سفاح التجمع”، حيث التقطت صور تذكارية مع فريق العمل، مع بروز آثار المرض عليها بشكل واضح.
ولدت سمية الألفي، واسمها الحقيقي فاطمة، في محافظة الشرقية لأسرة محافظة. كان والدها صارماً في تربية أبنائه، لكنها كانت شديدة التعلق به، وتأثرت بوفاته المبكّرة عن عمر 58 عاماً، حين كانت في السادسة عشرة. بدأ شغفها بالتمثيل مبكراً من خلال المسرح المدرسي، وبرزت موهبتها أكثر في المرحلة الثانوية. ورغم ذلك، ظل حلم التمثيل مؤجلاً، إذ التحقت بكلية الآداب قسم علم الاجتماع في جامعة القاهرة.
عاد الفن ليطرق بابها عندما طلبت منها فاطمة المعدول، زوجة الكاتب الراحل لينين الرملي، المشاركة في عرض مسرحي في مركز ثقافة الطفل لتجسيد شخصية “سندريلا”. وافقت بعد إقناع والدتها، شرط العودة قبل التاسعة مساءً، وهو ما التزمت به. هذه المسرحية كانت نقطة تحول في حياتها، إذ تعرفت خلالها على الممثل الراحل فاروق الفيشاوي الذي كان يؤدي دور “الأمير”، لتبدأ بينهما قصة حب شهيرة، ثم جاء عرضها المسرحي الثاني أثناء دراستها الجامعية، من خلال مسرحية “أولاد علي بمبة” من إخراج سمير العصفوري، والتي حصلت فيها على أول أجر رسمي في مشوارها الفني، بعد أن اعتذرت الممثلة المقرّرة للأداء بسبب المرض.
وانتقلت سمية الألفي من المسرح إلى التلفزيون، إذ شكل مسلسل “رحلة المليون” أمام الممثل محمد صبحي، عام 1984، نقطة التحول الحقيقية في مسيرتها، لتتوالى بعدها أعمالها في السينما والدراما والمسرح، ومن أبرزها: “ليالي الحلمية”، و”الراية البيضاء”، و”بوابة الحلواني”، و”العطار والسبع بنات”، و”القرداتي”، و”فقراء لكن سعداء”، و”الطوفان”، و”الأقدار”، و”قطار منتصف الليل”، و”ميراث الريح”، و”لا أنام”، و”شاطئ الخريف”، و”سنوات الغربة”. وكان آخر ظهور فني لها قبل نحو 16 عاماً من خلال فيلم “تلك الأيام” عام 2010، الذي شارك في بطولته محمود حميدة وصفية العمري وطارق التلمساني وأحمد الفيشاوي، وهو من تأليف وإخراج فتحي غانم.
على الصعيد الشخصي، تزوجت سمية الألفي مرات عدّة، إلّا أنها أنجبت فقط ولدَيها أحمد وشقيقه عمر من زوجها الممثل الراحل فاروق الفيشاوي الذي انفصلت عنه عام 1990، بعد زواج دام 16 عاماً، ثم تزوجت لاحقاً من الملحن مودي الإمام، والمخرج جمال عبد الحميد، والفنان مدحت صالح، وانتهت جميع الزيجات بالطلاق، كما تزوج الفيشاوي بعدها من فنانات أخريات. ورغم ذلك، ظل فاروق الفيشاوي الحب الأبرز في حياتها، وتحدثت في أكثر من لقاء إعلامي عن خيانته المتكرّرة لها. استمرت بينهما علاقة صداقة قوية، وكانت الداعم الأول له خلال مرضه حتى وفاته في يوليو/تموز 2019. وعن الموت، قالت سمية الألفي: “مش بخاف من الموت، رغم كل العمليات والوجع… ربنا وحده اللي قادر”.
