الشارقة 24:
شهدت دائرة الأشغال العامة في حكومة الشارقة انعقاد ملتقى الريادة والشراكة 2025، الذي جاء هذا العام تحت شعار الريادة المستدامة في عمران الإمارة، في فعالية موسعة احتضنها مسرح الاستدامة في المبنى الرئيسي للدائرة صباح يوم الخميس بمشاركة واسعة من المختصين والمهندسين والخبراء وممثلي الجهات الحكومية وشبه الحكومية، إلى جانب حضور لافت من الكوادر الفنية والإدارية العاملة في مشاريع البنية التحتية والتنمية العمرانية في الإمارة، وقد شكّل الملتقى منصة استراتيجية لتبادل الخبرات واستعراض أحدث الممارسات في مجالات الاستدامة، وتسريع الإجراءات، وتطوير منظومات العمل المؤسسي، بما يعزز من تنافسية الشارقة وريادتها في قطاع الإنشاءات والخدمات العامة.
انطلقت فعاليات الملتقى منذ ساعات الصباح الأولى مع بدء تسجيل الحضور، حيث توافد المشاركون من مختلف الإدارات والقطاعات، في مشهد يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسات الحكومية في الإمارة لمسارات التطوير والتحسين المستمر، وافتُتِح الملتقى بكلمة ترحيبية أكدت فيها الدائرة التزامها الراسخ بتعزيز ثقافة الابتكار والاستدامة، وتطوير بيئة عمل مرنة وقادرة على مواكبة التحولات المتسارعة في قطاع المشاريع الحكومية، كما شددت الكلمة الافتتاحية على أهمية الشراكات المؤسسية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للإمارة، وعلى الدور المحوري الذي تلعبه الدائرة بما يراعي احتياجات المجتمع ويعزز جودة الحياة.
وتواصلت أعمال الملتقى مع ورشة الاستدامة في المشتريات المالية التي تناولت آليات دمج معايير الاستدامة في عمليات الشراء والتوريد، بما يضمن كفاءة الإنفاق الحكومي ويعزز الاعتماد على مواد وتقنيات صديقة للبيئة، وقد استعرض مقدمو الورشة نماذج عالمية في هذا المجال، إلى جانب تجارب محلية أثبتت نجاحها في تقليل الهدر وتحسين دورة حياة المشاريع، كما ناقشت الورشة أهمية بناء منظومة مشتريات تعتمد على التحليل الدقيق للبيانات، وتوظيف التكنولوجيا في تقييم العروض، وتحديد الخيارات الأكثر استدامة على المدى الطويل، بما ينسجم مع توجهات الإمارة نحو الاقتصاد الأخضر.
بعد ذلك، انطلقت ورشة تسريع إجراءات شهادات الدفع، التي سلطت الضوء على الجهود المبذولة لتطوير الإجراءات المالية المرتبطة بالمشاريع، وتبسيط الخطوات الإدارية، وتقليص الزمن اللازم لإنجاز المعاملات، وقدّم فريق العمل شرحاً مفصلاً حول التحديثات التي تم إدخالها على الأنظمة الرقمية، والتي أسهمت في رفع كفاءة العمليات وتقليل الأخطاء وتحسين التواصل بين الدائرة والمقاولين والاستشاريين، كما ناقشت الورشة أهمية تعزيز الشفافية في دورة الدفع، وضمان انسيابية الإجراءات بما يدعم استقرار المشاريع وسرعة تنفيذها.
وتواصلت أعمال الملتقى مع جلسة مخصصة لعرض تحديثات منصة إدارة المشاريع، حيث استعرض المختصون أحدث الإضافات التقنية التي تم تطويرها في المنصة، والتي تهدف إلى تحسين متابعة المشاريع، وتوفير بيانات لحظية حول نسب الإنجاز، وإدارة المخاطر، وتوثيق مراحل العمل، وقد أكد المتحدثون أن هذه التحديثات تأتي ضمن خطة الدائرة الإستراتيجية للتحول الرقمي الشامل في الدائرة.
وفي منتصف اليوم، قدّم الملتقى ورشة تصميم مبتكر مراعي لذوي الإعاقة للفراغات البيضاء، التي تناولت أحدث الاتجاهات العالمية في تصميم المساحات العامة والبنية التحتية بما يضمن شمولية الاستخدام لجميع فئات المجتمع، واستعرضت الورشة نماذج عملية لكيفية دمج معايير الوصول الشامل في المشاريع الجديدة، إضافة إلى تحسينات يمكن تطبيقها في المشاريع القائمة، مع التركيز على الحلول الإبداعية التي تراعي احتياجات ذوي الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية، كما ناقشت الورشة أهمية تبني منهجيات تصميم تراعي البعد الإنساني، وتُسهم في تعزيز جودة الحياة، وتدعم رؤية الإمارة في بناء بيئة حضرية عادلة ومتكاملة.
واختُتمت فعاليات الملتقى بورشة “التعرف على أهم التحديثات والتحديات في اشتراطات الدفاع المدني في الشارقة”، التي شهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور نظراً لارتباطها المباشر بسلامة المشاريع واستدامتها، وقدّم المختصون شرحاً وافياً حول أحدث الاشتراطات الوقائية، ومتطلبات المخططات الهندسية، وآليات اعتماد مواقع غرف المضخات، إلى جانب أبرز التحديات التي تواجه فرق التصميم والتنفيذ في الالتزام بهذه المعايير، كما تناولت الورشة أهمية التنسيق المبكر بين الجهات المعنية، ودور التخطيط السليم في تقليل المخاطر، وضمان جاهزية المشاريع للحصول على الموافقات اللازمة دون تأخير، وشدد مقدمو الورشة على أن الالتزام الصارم باشتراطات السلامة يُعدّ ركيزة أساسية في جودة المشاريع الحكومية، ويعكس حرص الإمارة على حماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز ثقة المجتمع في البنية التحتية التي تُنفَّذ وفق أعلى المعايير.
واختتم الملتقى أعماله وسط إشادة واسعة من المشاركين الذين أكدوا أن الحدث شكّل منصة معرفية مهمة، جمعت بين الخبرة العملية والرؤية المستقبلية، وأسهمت في تعزيز الشراكات المؤسسية، وتبادل الخبرات، وتطوير آليات العمل في مختلف القطاعات المرتبطة بالمشاريع الحكومية، كما عبّر الحضور عن تقديرهم لجهود دائرة الأشغال العامة في تنظيم ملتقى بهذا المستوى من الاحترافية، مؤكدين أن مخرجاته ستنعكس إيجاباً على جودة المشاريع، وكفاءة الأداء، واستدامة التنمية العمرانية في إمارة الشارقة.
