غسل المستشار تركي آل الشيخ يده من فيلم «الست» وقال، فى بيان منشور على صفحته على الفيسبوك، إنه لا علاقة له شخصيا، ولا لموسم الرياض بالفيلم، لا على مستوى الإعداد، ولا على مستوى التنفيذ، ولا على مستوى الإخراج، وإن تراخيص الفيلم صادرة من الجهات المصرية الرقابية المختصة، وإن إنتاجه مصرى مائة فى المائة.
هذا المعنى منشور بوضوح تام على صفحة الرجل، ومما سوف تلاحظه فى البيان أن صاحبه لم يتطاول بكلمة واحدة على أحد، وأنه صاغ بيانه دون كلمة واحدة خارجة، رغم جبال الكلام التى طالته من هذا النوع.
يبقى.. إذنْ.. أن يعرف الجمهور المصرى الغاضب كيف وافقت جهات الرقابة المعنية على فيلم يحطم صورة أم كلثوم فى نظر جمهورها؟.. ويبقى أن يعرف الجمهور نفسه ما هى الجهة المصرية التى أنتجت مائة فى المائة؟ وكيف وافقت على إنفاق مالها على فيلم صادف كل هذا الاستياء لدى الجماهير التى عشقت أم كلثوم وتعشقها، والتى تغار عليها ولا تقبل ما يمسها؟.
وقد قرأت رسالة بعثت بها الأستاذة شريفة محمد التابعى إلى الأستاذ أيمن الحكيم، تشكو فيها من تشويه الفيلم لصورة والدها الذى اشتهر بأنه: أمير الصحافة. فالفيلم يصوره لاهثا وراء أم كلثوم يطلب ما تجود به عليه.
الجريمة يبدو أنها لم تكن فى حق أم كلثوم فقط، لكنها أيضا فى حق التابعى الذى كان كما روى لى الراحل الأستاذ محمود عبدالمنعم مراد، إذا ذهب إلى لقاء مع أى مسؤول فى مكتبه، دفع باب المكتب بقدمه من فرط ثقته فى نفسه. ومما رواه لى الأستاذ مراد أيضا، أنه رأى الأخوين مصطفى وعلى أمين ينحنيان احتراما كلما استقبلا التابعى فى مكتبهما، وأنه لم يشاهدهما يحتفيان بأحد كما يحتفيان بمحمد التابعى.
التابعى فى الصحافة كأم كلثوم فى الفن، وإذا كان التشويه قد طاله هو الآخر فى الفيلم، فالمعنى أن التشويه تجاوز رمز الفن الأعلى فى المحروسة، إلى رمز أعلى من رموز صاحبة الجلالة.
وقد قرأت أن القناة الثانية الفرنسية تبدأ من ٥ الشهر المقبل إذاعة مسلسل يُبرز الوجه الإنسانى للرئيس فرانسوا ميتران الذى حكم فرنسا ١٤ سنة. هكذا يتعامل الفرنسيون مع رمز سياسى من رموزهم رغم كل ما قيل ويقال عنه، أما نحن فإننا نُهيل التراب فى المقابل على أم كلثوم ومعها محمد التابعى، كأننا من الذين قصدهم القرآن الكريم وهو يقول: يخربون بيوتهم بأيديهم.
تسألنى عن الحل فأقول إنه لا حل سوى أن ترفع السلطات المعنية هذا الفيلم من الأسواق، وأن «تكفى عليه ماجور»، وأن يتوارى كل الذين شاركوا فيه عن الأنظار جزاء ما ارتكبوا.. لا حل آخر حتى لا تكون فتنة.
