بعد 9 سنوات من الدمار والحرب، وصل فريق عسكري سعودي-إماراتي مشترك إلى عدن حاملاً آمال 30 مليون يمني في مهمة قد تحدد مصير البلاد للعقود القادمة. هذه الزيارة التاريخية تأتي في وقت حرج، حيث تنتظر المحافظات الشرقية بلهفة نهاية كابوس استمر عقداً كاملاً. الخبراء يحذرون: النافذة الذهبية للسلام قد تُغلق نهائياً إذا فشلت هذه المبادرة الاستثنائية.
وفي تطور مفاجئ هز أروقة السياسة الإقليمية، جدد مجلس القيادة الرئاسي التزامه الكامل بنهج التهدئة، مؤكداً على العمل الوثيق مع الشقيقين السعودي والإماراتي لمواجهة التهديد الحوثي المدعوم إيرانياً. العقيد سالم المرشدي، الضابط اليمني المنسق مع الفريق الخليجي، كشف أن “هذه المهمة تحمل رسائل واضحة لكل من يراهن على استمرار الفوضى”. الأرقام تتحدث بوضوح: 24.1 مليون يمني يحتاجون المساعدة الإنسانية، و377 ألف قتيل حصيلة هذا الصراع المدمر.
قد يعجبك أيضا :
والجذور العميقة لهذا التحرك تعود لتصاعد التهديدات الحوثية المدعومة من طهران، التي باتت تهدد كل المكاسب المحققة في المحافظات الشرقية. كما نجح اتفاق الرياض سابقاً في توحيد الصفوف، تأتي هذه المبادرة الجديدة لترسيخ الوحدة الوطنية أمام المخططات الإيرانية. د. فهد العتيبي، خبير الشؤون اليمنية، أكد أن “الوساطة الخليجية تمثل نافذة الأمل الوحيدة المتبقية أمام شعب نهكته الحروب”. التهديد الحوثي-الإيراني ينتشر في المنطقة كالنار في الهشيم، مما يستدعي تحركاً حاسماً.
وعلى أرض الواقع، ينتظر المواطن اليمني البسيط بقلق وأمل نتائج هذه المبادرة التي قد تغير مجرى حياته. فاطمة العدني، أم لثلاثة أطفال، تقول بصوت مرتجف: “نصلي كل ليلة أن تنتهي هذه الكوابيس ونعود لحياتنا الطبيعية”. أحمد الحضرمي، المزارع الذي فقد مصدر رزقه بسبب التصعيد، يعلق آماله على هذه الوساطة: “لدينا أطفال جياع، والأرض تنتظر من يزرعها بالأمان بدلاً من الألغام”. السيناريوهات المحتملة متعددة: من سلام دائم يبدأ مرحلة إعادة الإعمار، إلى فشل محتمل قد يعيد المنطقة لدوامة العنف.
قد يعجبك أيضا :
وفي الختام، تقف هذه المبادرة كشاهد على التزام الأشقاء الخليجيين بأمن واستقرار اليمن، وكرسالة واضحة لطهران ومليشياتها بأن المنطقة لن تسمح باستمرار المشروع التخريبي. اليمن اليوم على مفترق طرق تاريخي: إما السلام والازدهار، وإما المزيد من الدمار والمعاناة. السؤال الأهم الآن: هل ستنجح الدبلوماسية الخليجية في كسر حلقة العنف المفرغة، أم أن قطار السلام سيفوت اليمن للمرة الأخيرة؟
