في غضون 120 دقيقة فقط من إعلان التنبيه الأحمر، تنتشر أكبر قوة استجابة طارئة في تاريخ جدة – جيش مكون من 7,160 فرداً مدعومين بـ1,621 معدة متخصصة – لمواجهة ما وصفته السلطات بـ”التهديد المطري الخطير” الذي يحتاج أقصى درجات اليقظة.

كشف فيصل عيبان، مدير مركز الأزمات والكوارث بأمانة محافظة جدة، النقاب عن استراتيجية حرب حقيقية ضد الطبيعة، حيث تتمركز هذه القوة الهائلة عبر 15 مركز إسناد استراتيجي موزعة بعناية فائقة قرب النقاط الأشد خطورة في المدينة.

قد يعجبك أيضا :

وفق ما أوضحه عيبان، فإن أي إنذار صادر من المركز الوطني للأرصاد – مهما بلغت درجته – يستدعي تفعيل الاستنفار الكامل لهذا الجيش الأبيض الذي يضم فرقاً ميدانية تابعة لـ11 بلدية مختلفة، مؤكداً أن “الجاهزية تكون في أقصى حالاتها مع أي تنبيه؛ تحسباً لتغير درجته بشكل مفاجئ”.

البروتوكول الطارئ يقضي بأن تصل كامل طاقات الأمانة إلى مراكزها القتالية قبل 120 دقيقة من بداية أي حالة حمراء، بينما تحصل المواقع الحيوية كالمستشفيات والأنفاق على تعزيزات خاصة خلال 60 دقيقة كحد أقصى – توقيت يضاهي أسرع قوات التدخل العسكري في العالم.

قد يعجبك أيضا :

تشمل الاستعدادات مراجعة شاملة لخرائط المخاطر وتحديث قوائم النقاط الحرجة، بالإضافة إلى سبع فرضيات تدريبية ميدانية ومكتبية نفذتها الأمانة لاختبار سرعة الاستجابة وكشف أي ثغرات تشغيلية محتملة.

المنظومة المتطورة تتضمن نظاماً آلياً للإنذار المبكر يحلل التنبيهات فور وصولها ويوزعها عبر شبكة اتصالات متعددة الطبقات، من البريد الإلكتروني إلى الشبكات اللاسلكية، ضماناً لعدم فوات أي تحديث حرج.

قد يعجبك أيضا :

وبحسب عيبان، فإن هذه الخطط الطارئة ليست وليدة اللحظة، بل ثمرة “سلسلة من الفرضيات والتجارب والدروس المستفادة من كل حالة مطرية شهدتها المحافظة”، مشيراً إلى أن التحديث المستمر يجري على مدار العام لضمان مواكبة أي مستجدات تقنية أو تشغيلية.