«سليق» حكاية إنسانية تنبض بـ«ذاكرة المكان»..
كان قدر فيلم «سليق»، أن يكون ختام معرض «كتاب جدة»، ليكون خاتمة فنية لقائمة الأفلام السعودية التي صاحبت فعاليات المناسبة الثقافية، بالتعاون بين هيئة الأدب والنشر والترجمة وهيئة الأفلام، وذلك في إطار توسيع مفهوم السرد الثقافي ودمج السينما السعودية في فضاء معارض الكتاب. وقدّم فيلم «سليق» حكاية إنسانية تنبض بخصوصية المكان والذاكرة، إذ يروي قصة سيدة مسنّة تُدعى «هاجر» تعيش في منطقة جدة التاريخية، وتحرص، كما اعتادت، على استقبال أبنائها في يوم الإجازة لإعداد طبق «السليق» المفضل لحفيدتها، غير أن اتصالًا مفاجئًا في أثناء تحضير الطعام يقلب مجرى الأحداث، ويقود إلى أزمة غير متوقعة داخل المطبخ، وتجد هاجر نفسها مضطرة لمواجهة سلسلة من المواقف والتحديات لمعالجة ما حدث. وكان فيلم «سليق» يعكس اشتغالًا دراميًا يستند إلى التفاصيل اليومية، ويحوّل المطبخ والبيت إلى فضاء سردي يكشف عن العلاقات الأسرية، والضغط النفسي، وقدرة الإنسان على التماسك في لحظات الارتباك، ضمن معالجة تتكئ على البساطة والعمق الإنساني في آنٍ واحد. وشهد عرض فيلم «سليق»، تفاعلًا جماهيريا، حيث مثّل ختامًا للبرنامج السينمائي الذي رافق نسخة هذا العام من معرض جدة للكتاب، مؤكّدًا حضور السينما السعودية بوصفها امتدادًا للحكاية المكتوبة، وشريكًا للكتاب في التعبير عن المجتمع وتحولاته.
