تحوّل ظهور الممثلة المصرية ريهام عبد الغفور في إحدى الفعاليات الفنية إلى قضية رأي عام، عقب تداول صور ومقاطع مصوّرة التُقطت لها داخل قاعة عرض سينمائي من زوايا اعتبرها كثيرون غير لائقة ومجتزأة من سياقها الطبيعي.

وفجّرت إحدى الصور موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتحوّل الحدث سريعًا من نقاش فني إلى سجال بشأن الخصوصية والاحترام وحدود التصوير.

وتعود بداية الواقعة إلى العرض الخاص لأحد الأعمال السينمائية، حيث انتشرت على نطاق واسع صور ومقاطع فيديو التُقطت بهواتف محمولة، وأُعيد نشرها بطريقة ركّزت على وضعية جلوس الفنانة، وهو ما اعتبره متابعون إساءة متعمّدة وتصيّدًا بصريًا يخرج عن أي سياق مهني أو إعلامي.

ومع سرعة الانتشار، انقسمت ردود الفعل بين من رأى في الأمر انتهاكًا واضحًا لخصوصية الفنانة، ومن حاول التقليل من أهمية ما جرى أو التعامل معه كواقعة عابرة لا تستحق هذا الحجم من التفاعل.

“يوم أسود” 

بدورها، لم تلتزم ريهام عبد الغفور الصمت حيال ما حدث، بل اختارت المواجهة العلنية، معبّرة عن غضبها واستيائها مما وصفته بانحدار أخلاقي في طريقة استخدام الكاميرات والهواتف داخل الفعاليات العامة.

ولاقى موقف الممثلة المصرية تعاطفًا واسعًا من جمهورها وعدد كبير من الفنانين والإعلاميين، الذين رأوا أن القضية تتجاوز شخصها لتطال كرامة الفنانين عمومًا.

ومع تصاعد الجدل، دخلت نقابة المهن التمثيلية على خط الأزمة، معلنة دعمها الكامل لعبد الغفور، ومؤكدة أن ما جرى يُعد تجاوزًا يستوجب المحاسبة واتخاذ إجراءات رادعة.

شهدت مواقع التواصل موجة تضامن لافتة من نجوم الوسط الفني ونقّاد وإعلاميين. اعتبروا أن ما تعرّضت له عبد الغفور يعكس خللًا أوسع في ثقافة التلقي والتعامل مع المشاهير

النقابة، وفق ما تداولته مواقع فنية مصرية، تحركت بشكل رسمي وبدأت إجراءات لتتبع المسؤولين عن التقاط الصور ونشرها، بما في ذلك مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة داخل قاعة العرض، تمهيدًا لاتخاذ خطوات قانونية بحق المتورطين.

موقف النقابة حمل رسالة واضحة بأن حماية الفنانين لا تتعلق فقط بالاعتداءات المباشرة، بل تشمل أيضًا الممارسات التي تمس صورتهم وخصوصيتهم، خصوصًا في زمن بات فيه التصوير العشوائي والنشر الفوري أداة سهلة للإساءة.

دعم الوسط الفني

في موازاة ذلك، شهدت مواقع التواصل موجة تضامن لافتة من نجوم الوسط الفني ونقّاد وإعلاميين. اعتبروا أن ما تعرّضت له عبد الغفور يعكس خللًا أوسع في ثقافة التلقي والتعامل مع المشاهير.

الفنانة حنان مطاوع، كتبت رسالة دعم لصديقتها عبد الغفور، بعد انتهاك خصوصيتها في العرض الخاص لفيلمها “خريطة رأس السنة”، على صفحتها في منصة فيسبوك.

وقالت مطاوع إن الجانب الإيجابي لما حدث هو مظاهرة الحب والتقدير التي تلقتها ريهام من الجميع، مؤكدة أن هذا الدعم يأتي في محاولة للحد من الانتهاكات والتعديات والتزوير الذى تمارسه بعض الصفحات ومراسلوها عبر هواتفهم.

وأضافت مطاوع أن هذه المواقف تؤكد أن احترام الفنانين وتقديرهم يجب أن يكون أساس التعامل على منصات التواصل الاجتماعي.

الفاعل بين يدي النقابة

وفي مستجدات الأزمة، كشف نقيب الممثلين أشرف زكي، أمس، أن النقابة توصلت إلى هوية من التقط صورة الفنانة، وأكد في مداخلة متلفزة أن الأزمة لا تتعلق بالصحفيين، بل بما وصفهم بـ”المندسين”، مشددًا على التزام نقابة الصحفيين الكامل بالضوابط المتفق عليها بشأن تصوير عزاءات الفنانين والشخصيات العامة.

لكن النقاش لم يتوقف عند حدود الواقعة نفسها، بل امتد إلى أسئلة أعمق حول أخلاقيات التصوير داخل الفعاليات العامة، والمسؤولية القانونية والأدبية للمصورين، ودور النقابات والمؤسسات الثقافية في ضبط هذه الممارسات.

كما أعادت الواقعة إلى الواجهة الجدل الدائم حول الفارق بين الحق في التغطية الإعلامية، والاعتداء على الخصوصية الشخصية تحت ذريعة التوثيق أو السبق.

ومع استمرار التفاعل على مواقع التواصل، بدا أن القضية مرشحة لأن تترك أثرًا يتجاوز الحدث الآني، سواء على مستوى التنظيم داخل العروض الفنية أو على مستوى النقاش العام حول كرامة الفنان وحدود التصوير.