“لا تكفينا الأمنيات بل جاء دور الشهادة”.. رسالة حازمة من كاتدرائية القديسين غريغوريوس وإيليا في عيد الميلاد.

ترأس البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر وإيليا النبي في ساحة الدباس وسط بيروت. عاونه في الخدمة لفيف من الكهنة والشمامسة، بحضور شخصيات سياسية واقتصادية ودبلوماسية وحشد من المؤمنين. وبعد الإنجيل، ألقى البطريرك ميناسيان عظة قال فيها: في هذا اليوم المبارك، ذكرى ولادة يسوع الفادي، ذكرى ولادة مخلّصنا كعربون محبّة فائقة الألوهية نزلت اليوم فيما بيننا. الله القادر على كلّ شيء، يعود إلينا كطفل ضعيف بحاجة للحب والاعتناء، بحاجة لأمٍّ ترعاه وتحميه، بانتظار الرعاة الذين سيمثلون البشرية ويعطونه ذلك الحب المنتظر المفقود في أيامنا هذه.

تابع بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك يقول إخوتي وأخواتي الأحباء، وإن وُلد المسيح منذ زمن بعيد، لكنّه قادر على الولادة مرّة أخرى، وفي كلّ مرّة يولد في سرّ الإفخارستية أثناء الذبيحة الإلهية التي نقوم بها اليوم سويّة. نعم، اليوم دورنا بأن نمتثل أمام هذا المذبح الطاهر بدلاً من الرعاة الذين هرعوا ليسجدوا له في مغارة بيت لحم، وننشد مع جوقة الملائكة قائلين: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام. نعم، نحن اليوم بحاجة للسلام أكثر من أي وقت مضى؛ السلام الداخلي، وسلام الضمير للرجوع عن أنانيتنا واتّخاذ طريق المصالحة فيما بيننا وبين الله. المصالحة بين أبناء الوطن الواحد من مدنيين وسياسيين وشتى انتماءات الفرقاء الذين لهم دور فعال في مستقبل الوطن وسلامته ونجاحه. نحن بحاجة للمصالحة مع الذي من أجلنا نزل من عرشه السماوي وصار إنساناً.

أضاف البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان يقول “نحن بحاجة للسلام في العالم، وخاصة في وطننا لبنان حيث عجائب الله تغمرنا وقديسوه يحيطون بنا، وتغمرنا محبته الفائقة. كثيرون يطلبون اليوم التغيير في الكنيسة، والكنيسة بدورها تطلب من المؤمنين التغيير والرجوع إلى الضمير لملاقاة الفادي يسوع المسيح في مغارته الفقيرة والمفعمة بالحب والفداء من أجل خلاصنا. نعم، نحن اليوم نحتفل بميلاد الرجاء؛ الرجاء لوطن يعمل على الإصلاح محافظاً على كرامة شعبه. ميلاد الرجاء لشباب لبنان، وهم طاقة التغيير والأمل لمستقبل زاهر. فلا تهملوا أنفسكم، فقد حان الوقت للفعل لا للقول فقط”.

تابع بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك يقول لذا نناشد اليوم أصحاب القرار بأن يشاركوا في هذه المسيرة ويعملوا لنجاحها واضعين مصلحة الوطن فوق كل شيء. إن سر الخلاص يتلخص بكلمة واحدة وهي كلمة “نعم”؛ فبدون “نعم” مريم العذراء لما كان ميلاد الخلاص، وما كان إكماله بدون “نعم” الأب الأرضي يوسف النجار. ولن يتحقق اليوم خلاصنا بدون “النعم” الخاصة بنا. فنحن اليوم مدعوون لكي نقول نعم للإصلاح، نعم ليسوع لنكون مبشري كلمة الله وسلامه على هذه الأرض. نعم لنرث كلمة المخلص: طوبى لصانعي السلام فلهم ملكوت السماوات. نعم لنكون أداة المصالحة لمن حُرم منها، والفرح لمن أحبّ أن يكون في صفّ الله”.

وختم البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك عظته بالقول: اليوم يومنا لنقول نعم لنعمة الرب الذي بذل نفسه من أجل خلاصنا. لا تكفينا الأمنيات بل جاء دور الشهادة، والشهادة لا تنفع إن لم يكن فينا الوعي الكامل والرجوع إلى ضمائرنا والرضوخ لإرادة ربّنا في حياتنا الفردية والاجتماعية، بما فيها من أخلاق وقيم ومبادئ نستخلصها من الإنجيل المقدس ومن كلام المسيح نفسه. ولد المسيح.. هللويا!