الشارقة 24:
قدمت فرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، العرض الخامس من عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل بدورته التاسعة عشرة، والتي انطلقت مساء الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري وتستمر حتى السابع والعشرين منه، بتنظيم من جمعية المسرحيين، حيث تفاعل الأطفال مع المسرحية التي حملت عنوان “هيا نبدأ اللعبة الأخيرة” من تأليف حمد الظنحاني، وإخراج إبراهيم القحومي.
نموذج لتعلق الأطفال واليافعين بالذكاء الاصطناعي
وحكاية العرض، قدمت نموذجاً واضحاً لتعلق الأطفال واليافعين بالذكاء الاصطناعي، من حيث إنه رغم أهميته في تحسين المجتمعات وتطويرها، إلا أنه في الوقت ذاته قد يكون سبباً للعزلة وعدم التواصل مع الآخرين.
وأثارت الحكاية، التي دارت حول فتاة اختارت الذكاء الاصطناعي كبديل لها عن الصداقة الحقيقية، تخوفاً لا مبرر له منه من تكوين صداقات في العالم الواقعي، فالتجأت الفتاة إلى صداقة افتراضية تدعي أنها لا تلومها ولا ترفض لها طلباً وتساعدها في عمل كل شيء، وحتى إنها تشجعها على تحقيق أمنياتها، الأمر الذي أثار حفيظة أمها وأخيها وصديقاتها، لتلجأ الأم إلى الأخ كونه يقربها عمراً، حتى آخر أحداث المسرحية، باكتشاف الفتاة أن الشخصية التي تعلقت بها من الذكاء الاصطناعي لا تحمل أي مشاعر، وأن كلماتها الجميلة للفتاة هي كلمات عابرة تقولها لكل شخص يستخدم الذكاء الاصطناعي لا تعدوا عن لطف مبرمج، وبعيداً عن الحقيقة، فتقر الفتاة بعد ذلك بخطئها وتعود مرة أخرى على الالتحام بعائلتها وأصدقائها.
رسائل مهمة للأطفال واليافعين
قدم العرض، الكثير من الرسائل المهمة للأطفال واليافعين، أهمها أن الذكاء الاصطناعي عامل مساعد لتحسين جودة الحياة، لكنه ليس بديلاً عن العالم الواقعي، وأن الأحاسيس والمشاعر لا يمكن لأي ذكاء اصطناعي أن يصل إليها أو أن يعوضها، باعتبار أنهما خلقا حصرياً للإنسان الذي تميز بهما، كذلك ركز العرض على دور العائلة في دعم بناتها وأبنائها، ووقوفها إلى جانبهم عند حدوث أي عارض، بالإضافة إلى أن العرض بيّن أن الصداقة الحقيقية تظهر في المواقف الصعبة.
إيقاع بصري مرن وانتقال سلس بين المشاهد
واستفاد المخرج من الشاشات الرقمية في العرض كخيار جمالي ودلالي، كبديل عن الديكور التقليدي، لتصبح عناصر فاعلة في تشكيل الفضاء وإيصال خطاب العرض، وهذا ما منح العرض إيقاعاً بصرياً مرناً، وأتاح الانتقال السلس بين المشاهد دون كسر الإيهام.
توازن بين الصورة وحضور الممثل
أما على مستوى الأداء، فقد فرض وجود الشاشات أداءً واعياً من الممثلين، باعتبار أن الحركة يجب أن تكون محسوبة في هذه النوعية من العروض، بينما سعى القحومي إلى خلق توازن بين الصورة وحضور الممثل، دون أن يطغى أحدهما على الآخر.
تلقائية وعفوية في أداء الممثلين
ويحسب للعرض، الوجوه الجديدة اليافعة “عائشة الشحي، علي الغيص، آمنة فهد، حامد الحفيتي، مريم الصريدي، الهنوف الصريدي” التي وقفت على الخشبة وبعضها لأول مرة، وكان لها حضورها الجيد، من حيث التلقائية والعفوية في الأداء، بالإضافة إلى سلامة مخارج الحروف الأمر الذي أوصل رسالة العرض كاملة إلى جمهور الأطفال، وفي المحصلة، قدّم العرض تجربة مسرحية معاصرة تتلاءم مع تحولات مسرح الطفل الحديث وجمهوره.
صمم ديكور العرض، عادل القصار، والأزياء والماكياج لسهيلة بنهدي، وكلمات الأغاني لعبد الله صالح، والمؤثرات الصوتية لمحمد المنصوري، والإضاءة ليوسف الظهوري، وأشرف على العرض إدارياً الفنان أيمن الخديم.
