في انقلاب مذهل للموازين، تسببت الخطوات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي في تدمير رصيده الشعبي بالكامل، محولة ما بدا هزيمة محققة للرئيس رشاد العليمي إلى انتصار تاريخي يعيد ترسيم خريطة القوى اليمنية.

فقد أدت ممارسات الانتقالي القائمة على الابتزاز السياسي والاستحواذ وما وصفتها مصادر بـ”التحركات الأحادية” إلى تبديد التعاطف الواسع الذي حظيت به القضية الجنوبية طوال سنوات، حتى من اليمنيين المختلفين معها أيديولوجياً.

قد يعجبك أيضا :

استيقاظ الوعي الوطني الكامن

أشعلت تلك السلوكيات الصاخبة حالة وعي وطني كانت مدفونة تحت ركام المعاناة، مما أعاد الاعتبار لمفاهيم الدولة والسيادة والوحدة الوطنية بمعناها المجتمعي والثقافي.

انهيار التعاطف الشعبي مع القضية الجنوبية لأول مرة منذ سنواتعودة الوحدة اليمنية كإطار وطني للتداول بوصفها قيمة جامعةتبلور قناعة عامة بضرورة حل القضية الجنوبية في إطار وطني شفاف

خسارة الدعم السعودي والإقليمي

قد يعجبك أيضا :

الأخطر في معادلة الانتقالي أنه فقد موقعه لدى المملكة العربية السعودية، الداعم الإقليمي الكامل للشرعية اليمنية. حيث أدركت الرياض حقيقة مغازيه وبدأت مراجعة جادة لمواقفه ومستوى التزامه ضمن التحالف.

وفي هذا السياق، طرحت مصادر مطلعة تساؤلاً محورياً: ماذا ربح من خسر المملكة؟

قد يعجبك أيضا :

تحرر العليمي من قيود المجاملات

في المقابل، تخلصت الشرعية اليمنية من عبء ثقيل لازمها طويلاً، حيث اضطرت لسنوات إلى مراعاة تعنت الانتقالي وابتزازه تحت شعارات وحدة الصف وعدم تفجير الخلافات.

غير أن ما وصفته المصادر بـ”حماقة” الانتقالي نفسها أراحت الشرعية من هذا القيد، وأفقدته رصيد الصبر والحكمة الذي منحه إياها الرئيس العليمي، والذي قدم تنازلات كبيرة تغليباً لمشروع استعادة الدولة.

قد يعجبك أيضا :

فرصة تاريخية للإصلاح

استعاد الرئيس العليمي زمام المبادرة، محرراً من عبء المجاملات السياسية الزائدة، وأصبح أكثر قدرة على ممارسة صلاحياته كاملة دون منحها لمن يطعن في الشرعية أو يسيء إليها.

والالتفاف الشعبي الحالي يمنحه فرصة تاريخية لاتخاذ خطوات حاسمة تعيد للدولة حضورها الفاعل، خاصة في تنقية الشرعية من أكوام الفساد المتراكمة منذ انطلاقة الحرب.

دولياً، أعادت هذه الأحداث الاعتبار لمجلس القيادة الرئاسي باعتباره المسار الشرعي الوحيد للتعامل مع القضية اليمنية، وتراجع منسوب الرهان على مسارات موازية أو حساسيات مصطنعة.