الكثير منا تضيق به الحياة، لا يعرف أين يذهب ولمن يلجأ، والكثير منا يضيع خريطة طريقه عندما تضيق به دنياه، ولكن هناك من يجد الدفء الذي يحتضنه، وهو ما جعل الفنانة التشكيلية سحاب محمد، تجد المكان في الرسم والتشكيل بين لوحاتها وألوانها..

تقول سحاب محمد: «كانت بدايتي بسيطة وعفوية؛ كنتُ أبحث عن مساحة أهرب فيها من ضجيج الحياة، فوجدتُ في الرسم ملجأً يهدّئ روحي ويعبّر عني أكثر مما تفعل الكلمات. ومع الوقت تحوّل الشغف إلى هوية، وأصبحت اللوحة جزءًا من يومي ومن طريقتي في رؤية العالم».

مضيفة سحاب: «شاركت في عدة فعاليات فنية ومعارض جماعية أخرى قدّمت فيها أعمالي الأولى. وكل مشاركة كانت خطوة جديدة تمنحني تجربة مختلفة وتعرّفني على جمهور أوسع». وتبين سحاب محمد أنها «تعمل غالبًا على الألوان الأكريليك والزيتي، وأستخدم أيضًا الفحم والغرافيت في رسم البورتريه. أحب التجربة بين الخامات لأنها تمنحني حرية أكبر في التعبير وتساعدني على إخراج الحالة الشعورية للعمل».

بينما تتحدث سحاب عن المدارس الفنية الأقرب لها: «أميل إلى الواقعية والتعبيرية، لأنهما يسمحان لي بدمج الدقة الشعورية مع التفاصيل الإنسانية، خاصة عندما أرسم الوجوه. أحب أن يكون لكل عمل قصة وشعور واضح يصل للمشاهد». وقالت: «إن سبب اختيارها لرسم البورتريه أو غيره، أنه بالنسبة لها ليس مجرد ملامح، بل محاولة لالتقاط روح الشخص ونبرته وحكايته». حيث ترى أن الوجوه تحمل قصصًا لا تنتهي، لذلك تجد نفسها دائمًا تعود إليها، رغم أنها تستمتع أيضًا برسم الأعمال التعبيرية ذات الرمزية.

مؤكدة أن المعارض تمنحها فرصة للنمو الفني؛ وتتعلم من احتكاكها بالفنانين والجمهور، حيث ترى ردود الأفعال على أعمالي مباشرة. كما أنّها تتعلّم الانضباط، وتفتح لي أبوابًا جديدة، سواء على مستوى الخبرة أو العلاقات أو الثقة بالنفس. فكل معرض بالنسبة لها هو خطوة نحو ما تطمح أن تكونه كفنانة.