جميلةٌ هي التفاتة جامعة الروح القدس – الكسليك تجاه بلدة رميش. تذكّرتهم في العيد، وقد نسيهم كثيرون، منذ عقود. بادرت الجامعة، ومعها وبرعايتها الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، باتجاه البلدة الجنوبيّة المسيحيّة التي ينتمي أهلها لما يُسمّى عُرفاً “مسيحيّو الأطراف” وهم مكانهم في القلب، لما يؤدّونه من رسالة حضورٍ وقيمٍ في محيطهم.
استقبلت رميش، بدعوةٍ ومبادرة من جامعة الروح القدس – الكسليك، السفير البابوي باولو بورجيا والرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأب هادي محفوظ ووفداً من الجامعة، وكانت صلاة وكلمات وتوزيع هدايا على مئات الأولاد، والأهمّ من ذلك كلّه كانت رسالةٌ معبّرة من “الكسليك”، وهي في الجغرافيا في قلب جبل لبنان، وفي الدور جامعة خارجة من رحم رهبانيّة اقترن اسمها بلبنان، وقد أدّيا وما يزالا رسالةً هاجسها الإنسان، علماً ومعرفةً وإيماناً.
يحتاج مسيحيّو الأطراف، في الجنوب والبقاع وعكار، الى تعميم مثل هذه المبادرات. يحتاجون الى الدولة والى الكنيسة. ويحتاجون الى أقوالٍ أكثر من أفعال. ولعلّ جوهر ما قامت به جامعة الروح القدس أنّها أضاءت، وعلى آخرين أن يضيئوا معها، خصوصاً عبر الإعلام، لكي يشعر أبناء رميش وغيرها بأنّهم ليسوا أبداً جسماً غريباً، بل هم يستحقّون اهتماماً خاصّاً يتلاءم مع ما قدّموه من دروسٍ في التضحية والصمود في أرضهم وكنيستهم.
ولا نغفل هنا عن دورٍ أدّاه السفير البابوي، خصوصاً في الحرب الأخيرة، في حماية البلدة وتحييدها، وهو كان حاضراً اليوم، الى جانب الأب محفوظ، ليُكملا ما شرعا به من عنايةٍ لهذه البلدة الجنوبيّة وأبنائها.
في زمن انتشار عدوى الفيروسات المتحوّرة بين اللبنانيّين، حبّذا لو تنتقل مبادرة جامعة الروح القدس – الكسليك بالعدوى الى مؤسّساتٍ كنسيّة وجامعيّة واجتماعيّة أخرى، فتحضر الى رميش وغيرها. وليبقى “مسيحيّو الأطراف” في القلب…
