على مدى 6 أيام في نوفمبر الماضي، استضافت مساحة “استوديو 7” في الدوحة عرضا حصريا لإبداعات 3 علامات أزياء قطرية في سياق حدث The Global Edit من M7. وهو برنامج يهدف إلى تمكين مواهب التصميم المحلية والإقليمية من خلال مبادرة مخصصة توفّر لهم الإرشاد والتوجيه المهني، والدعم الاستراتيجي للوصول إلى الأسواق العالمية، والتواصل مع خبراء ومبدعين آخرين لتبادل الخبرات وبناء شبكة علاقات مثمرة.

التقينا بمبدعات العلامات المحلّية الـ3، التي أُسست كل منها حول سردية أصيلة وصادقة، ويجمعها اهتمام واضح بالحرفية والاستدامة: مؤسسة علامة الأزياء الفاخرة Tagreed Omer Couture التي تكرّم ثقافات متعددة بخياطة راقية تتجنّب الهدر، و”ستيفاني أرنو بولان” الواقفة خلف علامة GIGEEZ التي تعيد تفسير التراث بأقمشة من البضاعة الراكدة، وتحوّلها إلى قطع رائعة متعددة الاستخدامات، والصديقتان “تاشا” و”لي” اللتان جعلتا من خلال TASH AND LEY قماش الحرير كانفاسا لفنّ يتغلغل إلى حياتنا اليومية، ويجمّلها بحيويته وألوانه ورسالته.

TAGREED OMER الكوتور دون هدر

TAGREED OMER

ما الذي دفعك لتأسيس علامة Tagreed Omer Couture؟

 من خلال عملي في المجال الطبي أصبحت أكثر وعيا بأثر الصناعات في الإنسان والبيئة. وانطلقت إلى عالم الأزياء بدعم من M7 وبرعاية كريمة من سمو الشيخة “المياسة بنت حمد”، لأترجم هذا الوعي إلى جمال مسؤول. وكانت والدتي مصدر إلهامي الأول، إذ علّمتني قيمة الحفاظ على النعمة وإعادة إحياء القطع القديمة بروح جديدة، وهو ما شكّل أساس فلسفتي في التصميم

كيف تفسّرين مفهوم “الكوتور دون هدر”؟

الكوتور دون هدر هو التزام بالوعي والإبداع في آن واحد. نتبع في العلامة مبدأ الموضة الدائرية: إعادة التصميم، والإصلاح، والإيجار، وإعادة التدوير، وإعادة البيع. كل قطعة تصمَّم بهدف إطالة عمرها، والحد من النفايات، مع الحفاظ على الجمال والفخامة.

 أخبرينا عن أبرز التحديات التي تواجهينها في تقديم علامة فاخرة تركز على الاستدامة.

التحدي الأكبر هو إيجاد التوازن بين الفخامة والحفاظ على البيئة. الالتزام بالاستدامة يتطلب بحثا دائما وتجريبا مستمرا، لكنه يمنحنا هُوية صادقة ويقودنا إلى الابتكار. الاستدامة لا تتعارض مع الفخامة، بل تعزّزها لأن الجودة الحقيقية تعني البقاء والجمال الدائم.

TAGREED OMER

كيف تتصورين مستقبل الموضة الفاخرة في ظل توجهها نحو الاستدامة؟

المستقبل هو للموضة الواعية. الفخامة الحقيقية لن تكون في الكــثـــــرة، بل في المـــعـــنى والــــجـــــودة، وفي القــــطـــع التي تروي قصصا إنسانية وجمالية وتدمج بين الثقافات.

ما النصيحة التي تقدمينها للمصممين الطموحين في عالم الأزياء الفاخرة؟

أن يــكـــون لـــديـــهـــم إيـــمــان حقيـــقـــي بـــرؤيــتــهـــم، وألا ينـــســــــوا أن التصميم رسالة قبل أن يكون مهنة.

وما الرسالة التي تأملين إيصالها من خلال علامتك؟

أن الموضة يمكن أن تكون راقية، وإنسانية، ومستدامة في آن واحد، فتحفظ التراث وتواكب المستقبل بوعي وجمال.

Stéphanie Arnaud Bourland حضور دائم في عالم متغيّر

جيجيز

كيف ولدت علامة “جيجيز”؟ وما القصة وراء اختيار اسمها؟

ولــــدت عـــــلامــــــة “جيـــجــيـــــز” خـــــــلال فتـــــرة الحجر التي رافقت جائحة “كوفيد”، حين لم أعد قادرة على السفر من أجل عملي في تصميم الأثاث. فاستقيت إلهامي من جمال أزياء الساري الهندي التي كنت أقتنيها، وصنعت منها فساتين تجسّد قوة المرأة من دون أن تفقد هُويتها الثقافية. واليوم، تشيد تصاميمي بالقفطان العربي والساري الهندي والأوبي الياباني، من خلال الحفاظ على عناصرها الأصيلة وإعادة تأويلها برؤيتي الخاصة، مع التركيز على المرونة في تنسيق كل قطعة بحيث يمكن ارتداء فساتيننا بطرق متعدّدة. أما الاسم، فمستوحى من مزيج بين أغنية داليدا الشهيرة Gigi l’Amoroso والتعبير الإنجليزي المرح Gee Whizz!، ليعكس روح البهجة والعفوية والتميّز.

ما أهمية الحرفية اليدوية في عملية الإنتاج لديك؟

يشكّل نهج الحرفية اليدوية جوهر عملي؛ إذ أحرص على اختيار الأقمشة المتبقية من المخزون بعناية فائقة، قطعة قطعة، لأشكّلها يدويا وأحوّلها إلى تصميم جديد، وأنا قادرة على تكريم قصة كل قماش وتقديمه في حلة جديدة.

جيجيز

ماذا عن أبرز الممارسات المستدامة التي تعتمدينها؟

الاستدامة تبقى في صميم رؤيتي، فنعتمد في عملنا على قطع الساري الفائضة من المخزون، ونمنحها حياة جديدة، بالحرص على استخدام كل جزء من القماش من دون أي هدر. وقد صُمّمت مجموعاتنا كي تكون دائمة الحضور، تتـــخــطـــى المـــــواســــم والتفــضيـــــــلات العــــابـــــرة، وصامدة أمام وتيرة الأزياء المتسارعة.

كيف تتصورين تطوّر علامة “جيجيز” في المستقبل؟

يسعدني الإعلان عن إطلاق مجموعتنا في متجر “لا غاليريا” داخــــل منـــتـــجــــع “بــــولـــغـــري” بــــدبــــــــي في ينـــايــــــــر 2026. ونحن موجودون أيضا في المملكة العربية السعودية من خلال متجر “هوم غرون”. ونطمح إلى توسيع انتشارنا في المنطقة وإيصال هُوية “جيجيز” إلى جمهور عالمي جديد يقدّر الإبداع والتفرّد والأزياء الواعية.

 ما النصــــيــحــــة التــــي تـــــودّيـــــن تقديمها لمصمّمي الأزياء الجدد الذين يخطون خطواتهم الأولى في عالم الأزياء المستدامة؟

نصيحتي هي أن يظلّ المصمّم وفيّا لرؤيته الخاصة، مع إبقاء الاستدامة في صميم عملية التصميم. على المصممين الجدد أن يركّزوا على ابتكار قطع خالدة ومتعددة الاستخدام وذات أثر. التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين الإبداع والمسؤولية والجانب الوظيفي، بحيث لا تكون التصاميم جميلة المظهر فحسب، بل أيضا منسجمة مع الإنسان والكوكب.

TASH AND LEY شغف مشترك بالفن والإبداع

 Tash and Ley portrait.

ما الذي ألهمكما لبدء Tash and Ley؟ وكيف اجتمعتما لإنشاء هذه العلامة؟

بدأت TASH AND LEY بـــــرؤيــــــة تــــهــــــدف إلى إعـــطـــاء الفن وظيفة، وتمكين الفنانين وتزويدهم بكانفاس مختلف يسمح لأعمالهم بالوصول إلى الناس في حياتهم اليومية. خطرت في بال “تاش” فكــــــرة إنـــشـــــاء عـــــلامة تجارية، وفكرت على الفور في صديقتها “لي”، الفنانة الموهوبة. فولدت العلامة التجارية من الصــــداقــــة والتعاون والشغف المشترك بالإبداع والابتكار.  نوازن بين التعبير الفني والعملية التجارية من خلال مهاراتنا المتكاملة، حيث تجلب “تاش” خبرتها في مجال التمويل، بيــــنــمـــا تــــركـــــز “لي” على التصــمــيــــم. وهذا المزيج يتيح لنا التخطيط بعناية، والمشاركة المباشرة في كل خطوة، واتخاذ خيـــــــارات مــــدروســــة تـــصـــــون أصالة الفن وتعزز نمو العلامة بشكل مستدام.

هل يمكنكما شرح رمزية الطائر الطنان في هُوية العلامة؟

الطيور الطنانة مميزة لأنها تستطيع الطيران بطرق تبدو مستحيلة بالنظر إلى حجمها، ولهذا السبب تحديدا تمثل كل ما نؤمن به في TASH AND LEY: الحرية والإبداع والتعبير الجريء عن الذات. هي تذكير بأن لا حدود لما يمكن تحقيقه عندما نتحرّك دون خوف وبهدف. وهذا هو ما يدفع علامتنا التجارية، فنريد أن يشعر الفنانون بالحرية في التعبير عن أنفسهم، ونريد لعملائنا أن يستكشفوا خيالهم وأناقتهم بجرأة، وأن يحتفوا بحرّيتهم من خلال قطعنا.

 Tash and Ley portrait.jpg

كيف تتعاملان مع عملية التصميم؟

تبدأ العملية دائما بالفن. تجرب “لي” الرسم والتصوير الفوتوغرافي والتصميم الغرافيكي لإنشاء كل قطعة كعمل فني كامل، له قصته وألوانه وطاقته الخاصة. وحالما يصبح الرسم الفنّي جاهزا، تبدأ بتحويله إلى شيء يسهل ارتداؤه والتحرّك فيه. مع حجم الإنتاج الصغير، لا مجال للخطأ، لذلك علينا أن نرافق مراحل الإنتاج كافة، للتأكد من أن كل التفاصيل تتوافق مع معاييرنا.

كيف تتجلّى رؤيتكما الصديقة للبيئة في ممارسات الإنتاج؟

 في عام 2025، لم تعد الاستدامة خيارا، بل صار من الضروري تصميم قطع تكون جميلة ومراعية للبيئة في الوقت نفسه، وهو ما يقدّره العملاء أكثر من أي وقت مضى. نحن جزء من هذه الحركة، وبصفتنا شركة صغيرة، قد تكون مواردنا محـــدودة، ولــــكن الـــتــــــزامـــنـــــا قوي. من خلال إنتاج طلبات صغيرة، وإعادة استخدام بقايا الأقمشة، وتقليل النفايات، واختيار مواد طبيعية مثل الحرير، نضمن أن تكون إبداعاتنا ذات أثر بيئي أقل. كما ندمج أيضا مواد معاد تدويرها في عبواتنا، ونعتمد تقنيات أكثر وعيا مثل الطباعة الرقمية التي تستخدم كمية أقل من الماء والطاقة، مقارنة بطرق الطباعة التقليدية.