reuters_tickers

تم نشر هذا المحتوى على

31 ديسمبر 2025 – 17:29

دبي 31 ديسمبر كانون الأول – اتبعت الإمارات سياسة خارجية حازمة ورسخت نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي استراتيجية أصبحت محط الأنظار بعد تصعيد عسكري نادر مع السعودية في اليمن هذا الأسبوع.

واستخدمت أبوظبي تحالفات مع دول أو وكلاء والتدخل العسكري والدعم المالي بشكل أساسي لمواجهة ما تعتبره تهديدا مزعزعا للاستقرار من الإسلام السياسي ، وبالتحديد من الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين.

ووصف كبار المسؤولين الإماراتيين هذه الاستراتيجية بأنها تقوي الدول في مواجهة المتطرفين لكن خبراء من الأمم المتحدة ومسؤولين غربيين أكدوا أن هذا النهج أدى في بعض الأحيان إلى تأجيج الصراع، وهو ما تنفيه الإمارات، ويقول المنتقدون إنه يعزز الزعماء السلطويين.

وفيما يلي تفاصيل مشاركة الإمارات في بلدان مهمة:

* اليمن

أعلنت الإمارات سحب قواتها من اليمن في 2019، لكنها احتفظت بنفوذها من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو جماعة انفصالية دربتها أبوظبي وسلحتها.

وتعتبر الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي شريكا في تأمين الوصول البحري وحصنا ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو مكون رئيسي في الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية وتعتبره الإمارات فرعا للإخوان المسلمين.

* مصر

تُعد أبوظبي أهم داعم مالي للقاهرة منذ أن قاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عملية الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين في 2013، إذ تعتبر أبوظبي مصر العلمانية حائط صد ضد عودة الإسلاميين.

وفي 2024، وقع صندوق الثروة السيادية الإماراتي، القابضة إيه.دي.كيو، اتفاقا بقيمة 35 مليار دولار لتطوير جزء رئيسي من ساحل مصر على البحر المتوسط، وهو ضخ حيوي للعملة الصعبة في وقت كانت القاهرة تعاني فيه من ضائقة مالية.

ويرسخ انعدام الثقة المشتركة بينهما تجاه جماعة الإخوان المسلمين تحالفهما السياسي الذي شهد تنسيقهما لمقاطعة قطر في 2017 ومعارضة نفوذ تركيا في ليبيا.

ويرتبط حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بعلاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين.

* السودان

وصف المراقبون لعقوبات الأمم المتحدة ما اعتبروها اتهامات موثوقة بأن الإمارات قدمت دعما عسكريا لقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، في الحرب الأهلية على الجيش السوداني.

وقال محللون إن الإمارات لا تثق في قائد القوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بسبب وجود إسلاميين في صفوفه من نظام رجل السودان القوي السابق عمر البشير الذي حكم السودان لفترة طويلة، وتعتبر الإمارات حميدتي، الشريك السابق في اليمن، ثقلا مضادا للبرهان.

واتهمت أطراف، منها الولايات المتحدة ومنظمات حقوقية، قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعمليات قتل جماعي بدوافع عرقية في إقليم دارفور.

ونفت الإمارات بشدة تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وذكرت في رسائل إلى الأمم المتحدة أن هذه الاتهامات تفتقر إلى الأدلة، وأكدت أن دورها إنساني بحت.

* تشاد

عززت الإمارات علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي بتوقيع اتفاقية تعاون عسكري في 2023، وقدمت أيضا عربات مدرعة للدولة الواقعة في منطقة الساحل الأفريقي والتي تعتبرها حاجزا ضد الإسلاميين المسلحين.

وتركزت الأنظار على مطار أم جرس النائي قرب الحدود السودانية، إذ أفادت رويترز بزيادة ملحوظة في رحلات الشحن الجوي.

وعلى الرغم من قول الإمارات إنها تدير مستشفى ميدانيا وتقدم المساعدات للاجئين السودانيين هناك، فإن مراقبي عقوبات الأمم المتحدة ومسؤولين غربيين ذكروا أن مهبط الطائرات يعمل مركزا لوجستيا رئيسيا لتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة.

وتنفي الإمارات هذه الاتهامات وتؤكد أن عملياتها إنسانية بحتة.

* ليبيا

كانت الإمارات الداعم الأجنبي الرئيسي لقائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر، إذ قدمت الدعم الجوي والعتاد إلى ما يُعرف باسم الجيش الوطني الليبي خلال هجوم على طرابلس في 2019، وفقا لخبراء من الأمم المتحدة.

وكان الهدف من ذلك هو إسقاط حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس، والتي ضمت فصائل مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، وكانت تحظى بدعم عسكري من تركيا.

وبينما لا تزال الحرب الأهلية في حالة جمود هش، تواصل الإمارات لعب دور وسيط رئيسي عبر الحفاظ على علاقات وثيقة مع الفصائل في الشرق وعائلة حفتر وتبذل جهودا دبلوماسية لتشكيل حكومة خالية مما تسميها “الميليشيات المتطرفة”. غير أن تحالف حفتر نفسه يضم فصائل سلفية متشددة.

* إسرائيل

في عام 2020، خرجت الإمارات عن إجماع عربي استمر لعقود بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة، وهي خطوة ترفض السعودية حتى الآن اتخاذها دون مسار يفضي إلى قيام دولة فلسطينية.

وأضفى الاتفاق طابعا رسميا على تحالف استراتيجي ضد خصوم مشتركين، وتحديدا إيران والجماعات الإسلامية مثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وعلى الرغم من أن حرب غزة أدت إلى فتور التفاعل الشعبي مع تكرار مسؤولين إماراتيين انتقاد السلوك العسكري الإسرائيلي، حافظت أبوظبي على علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل معتبرة أن هذه العلاقة تمثل أداة مهمة للتأثير الإقليمي وقناة فريدة إلى واشنطن.

* أرض الصومال

عملت الإمارات على بناء روابط اقتصادية وأمنية قوية مع (جمهورية أرض الصومال) المعلنة من طرف واحد، إذ كثيرا ما نظرت أبوظبي إلى الحكومة الصومالية الاتحادية في مقديشو على أنها وثيقة الصلة بقطر وتركيا.

وتتمثل الركيزة الأساسية لهذه الاستراتيجية في ضخ شركة موانئ دبي العالمية استثمارات بقيمة 442 مليون دولار لتطوير وتشغيل ميناء بربرة، مما يخلق بديلا استراتيجيا لجيبوتي على خليج عدن.

وفي عام 2017، صوّت برلمان أرض الصومال لصالح السماح للإمارات ببناء قاعدة عسكرية في بربرة. ورغم أن القاعدة خُصصت لاحقا للاستخدام المدني، تواصل الإمارات تدريب قوات الأمن في الإقليم مع الحفاظ على حضور بمستوى قنصلي لها في هرجيسا.

وفي الأسبوع الماضي، أصبحت إسرائيل أول دولة تعترف رسميا باستقلال أرض الصومال في انفراجة دبلوماسية جرى تسهيلها عبر أبوظبي، وفقا لموقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين إسرائيليين.

(تغطية صحفية يوسف سابا – إعداد محمد أيسم ومحمد عطية للنشرة العربية – تحريرحسن عمار)