قال المخرج والممثل والمنتج الفلسطيني إياد حجاج، المقيم في هوليوود، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، إن تصوير فيلمه الجديد “قدمي في الجنة” كان بمثابة تحدٍ إنساني ونفسي كبير، مؤكدا: “لقد بكيت طوال رحلة صناعة العمل، من الكتابة إلى الإخراج والمشاركة التمثيلية، وكان الألم مضاعفا حين شاهدت أطفالي يبكون أيضا أثناء التصوير.”

وكشف حجاج أن الفيلم، الذي كتبه وأخرجه وأنتجه بنفسه، يمتد لـ15 دقيقة، وتم تصويره في غضون أسبوع واحد فقط في ضواحي هوليوود، بمشاركة أكثر من 70 فردًا بين ممثلين وفنيين. وأضاف أنه أشرف شخصيا على بناء خيم النازحين واختيار الملابس لتقديم مشهد أقرب ما يكون إلى الواقع المؤلم في غزة.

مشاهد من الفيلم

وأشار إلى أن طفليه، عمر ومايا، شاركا في بطولة الفيلم، حيث جسّد عمر دور الشهيد أحمد، بينما لعبت مايا دور “سمر” الطفلة التي تُبتر قدمها، موضحا أن مشاهد الاستشهاد والصراخ أثرت نفسيا عليه وعلى طفليه بشكل بالغ، قائلاً: “استدعيت وجوه وأسماء أقاربي الذين استشهدوا في غزة، وكانت لحظات صعبة لم نستطع حبس دموعنا خلالها.”

أخبار ذات علاقة

بوستر فيلم صوت هند رجب

الفيلم التونسي “صوت هند رجب” يختتم فعاليات القاهرة السينمائي 2025

 وعي سينمائي متصاعد بقضية أطفال غزة

ويأتي فيلم “قدمي في الجنة” في سياق موجة سينمائية إنسانية آخذة في الاتساع، تسلط الضوء على الكارثة المستمرة في قطاع غزة، خصوصا معاناة الأطفال تحت القصف الإسرائيلي المتواصل منذ ما يقرب من عامين.

ويحمل الفيلم عنوانا ذا دلالة عميقة، يتقاطع مع واقع مؤلم عايشته غزة، ومن أبرز نماذجه قصة الطفلة عهد بسيسو، التي بُترت قدمها دون تخدير على يد عمها الطبيب بعد خروج مستشفيات المدينة عن الخدمة إثر القصف، في مشهد جسّد حجم المأساة الصحية والإنسانية في القطاع المحاصر.

 

 “صوت هند رجب” و”قدمي في الجنة”.. صدى متصل لأصوات الأطفال

ويعيد الفيلم الجديد إلى الأذهان فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذي وثّق لحظات الاحتضار المؤلمة للطفلة هند بعد ساعات من الاستغاثة قرب جثث أفراد عائلتها.

وبحسب إياد حجاج، فإن فيلمه يطرح معادلة سينمائية جديدة تنادي بأن “تبقى الحياة، ولو ناقصة، أبلغ من الموت في الصمت”في إشارة إلى مصير الأطفال الذين فقدوا أطرافهم في غزة، بينما لا يزال صوتهم حاضرا يروي وجعهم.

مشاهد من الفيلم

إنتاج عالمي برسالة إنسانية

ورغم أن الفيلم ينتمي لفئة الأفلام القصيرة، إلا أن صُنّاعه استخدموا أحدث تقنيات التصوير المعتمدة في هوليوود، لتقديم صورة بصرية واقعية ومؤثرة، تعكس عمق المأساة وتُنقل للمشاهدين في مختلف أنحاء العالم.

وفي ختام تصريحاته لـ”إرم نيوز”، أعلن حجاج أن فيلم “قدمي في الجنة” سيُشارك قريبا في مهرجانات سينمائية دولية وعربية، معربا عن أمله في أن يُسهم العمل في إيصال صوت أطفال غزة إلى العالم، وإبقاء معاناتهم حية في ضمير الإنسانية.