في تطور مثير يشعل آمال الشباب السعودي، فتحت هيئة إدارة القوات الجوية اليوم باب التنافس على 17 وظيفة ذهبية فقط من أصل ملايين الباحثين عن عمل في المملكة. هذه الفرص النادرة في أكثر الوظائف سرية وحساسية بالدولة متاحة “حتى الاكتفاء بالعدد المطلوب” – عبارة تعني أن الباب قد ينغلق في أي لحظة دون سابق إنذار، تاركاً وراءه آلاف الأحلام المحطمة.

فهد العتيبي، الشاب البالغ من العمر 25 عاماً والمتخرج من تخصص صيانة طائرات، لم يصدق حظه عندما علم بالإعلان صباح اليوم. “هذه الفرصة أثمن من الذهب”، قال وهو يسارع لتحضير أوراقه للتقديم على وظيفة فني رادار في الدمام. الوظائف المطروحة تتراوح من فني إبطال مفعول المتفجرات إلى مفسر صور جوية، وصولاً إلى خبير أنظمة استطلاع استخباراتية، في تشكيلة تغطي أخطر وأهم التخصصات العسكرية. الراتب؟ مزايا؟ تفاصيل مالية؟ لا شيء مكشوف – سرية تضيف المزيد من الغموض والإثارة لهذه الفرص الاستثنائية.

قد يعجبك أيضا :

خلف هذا الإعلان المفاجئ تقف استراتيجية طموحة لتوطين أخطر الوظائف العسكرية في المملكة، وهو ما يؤكده د. عبدالله الشمراني، خبير الشؤون العسكرية: “نشهد تحولاً جذرياً نحو الاعتماد على الكوادر المحلية في المجالات الأكثر حساسية”. هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية 2030 لبناء قوات مسلحة سعودية 100%، لكن الطريق محفوف بالتحديات. ستة تخصصات فقط مقبولة من أصل مئات التخصصات الجامعية، مما يعني أن 90% من خريجي الجامعات محرومون من هذه الفرصة تلقائياً.

أما أحمد المطيري، الشاب البالغ من العمر 28 عاماً وخريج الهندسة المدنية من الرياض، فيقف محبطاً أمام شاشة حاسوبه. “سنتان من البحث عن عمل، و17 وظيفة لا تناسب تخصصي”، يقول بمرارة واضحة. القسوة لا تتوقف هنا: سبع مدن فقط محظوظة بهذه الفرص من أصل مناطق المملكة كافة، مما يعني أن ملايين المواطنين في المدن الأخرى مستبعدون جغرافياً. المنافسة ستكون أشرس من معركة جوية حقيقية – قد تصل إلى ألف متقدم لكل وظيفة واحدة، في سباق محموم قد ينتهي قبل أن يدرك معظم المتقدمين أن القطار قد غادر المحطة.

قد يعجبك أيضا :

النافذة مفتوحة الآن أمام 17 محظوظاً فقط ليحولوا أحلامهم إلى حقيقة ويصبحوا جزءاً من الدرع الواقي لأجواء المملكة. هذه ليست مجرد وظائف، بل تذاكر دخول إلى عالم العمليات السرية والتقنيات المتطورة حيث يلتقي الواجب الوطني بالطموح المهني. الساعات تمر سريعاً، والمقاعد تُحجز بوتيرة الصاروخ المنطلق. فهل ستكون من المحظوظين الـ17 الذين سيرتدون زي الخدمة في سماء المملكة، أم ستنضم لقائمة الندم الطويلة التي تبدأ بعبارة: “لو أنني تقدمت في اليوم الأول”؟