
afp_tickers
تم نشر هذا المحتوى على
06 ديسمبر 2025 – 18:36
دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس السبت، قبيل زيارته لإسرائيل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إجراء “إصلاحات ضرورية وعاجلة” في السلطة من أجل “أداء دور بناء” في قطاع غزة بعد الحرب.
وفي محادثة هاتفية مع الزعيم الفلسطيني، دان ميرتس أيضا “الزيادة الهائلة في عنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين” في الضفة الغربية المحتلة، بحسب المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان كورنيليوس.
وأشاد أيضا بـ”الموقف المتعاون” للسلطة الفلسطينية تجاه خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا مجددا دعم برلين لحل الدولتين، بحسب المصدر نفسه.
خلال محطة مقتضبة في الأردن، أجرى خلالها محادثات مع الملك عبدالله الثاني، قال ميرتس في تصريح لصحافيين إن اللقاء تناول بشكل أساسي عملية السلام الهشة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
قبيل توجّهه إلى إسرائيل، حضّ ميرتس على إتاحة دخول مزيد من المساعدات إلى غزة، كما حضّ مقاتلي حركة حماس على إلقاء السلاح، وشدّد على تمسّك ألمانيا والأردن بحل الدولتين.
وقال ميرتس “لا مكان للإرهاب ومعاداة السامية في هذا المستقبل المشترك”.
ويسعى المستشار الألماني خلال زيارته الأولى لإسرائيل السبت والأحد إلى تعزيز العلاقة بين البلدين، رغم تحفظات برلين الأخيرة بشأن الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة والعنف في الضفة الغربية المحتلة.
– علاقة “وثيقة” –
سيقضي ميرتس أمسية ويوما في القدس، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأحد.
ويعد هذا حدثا بارزا في ظل العزلة الدولية التي يعانيها نتانياهو منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عامين.
رغم الحرب وتداعياتها، أكد سيباستيان هيل المتحدث باسم المستشار الجمعة أن “العلاقات الألمانية الإسرائيلية سليمة ووثيقة ومبنية على الثقة”.
وتدعم ألمانيا إسرائيل بشدة وتبرر ذلك بمسؤوليتها التاريخية عن محرقة اليهود. ومن المقرر أن يزور فريدريش ميرتس الأحد مؤسسة ياد فاشيم التي تخلّد ذكرى الضحايا اليهود لألمانيا النازية.
رغم ذلك، شدّدت برلين في الأشهر الأخيرة نبرتها تجاه إسرائيل مع تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل كبير.
وفي آب/أغسطس الماضي، أحدث المستشار الألماني عاصفة سياسية عندما قرر فرض حظر جزئي على صادرات الأسلحة من بلاده إلى إسرائيل، ردا على تكثيف الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر.
– “لا تمنع الانتقاد” –
أتاحت الهدنة في قطاع غزة لألمانيا رفع العقوبات في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وأكد المتحدث باسم ميرتس أن “الأهمية الخاصة” للعلاقات بين ألمانيا وإسرائيل “لا تمنع إمكان انتقاد جوانب معينة” من سياسة بنيامين نتانياهو.
ومن المتوقع أن يبحث المستشار ورئيس الوزراء صباح الأحد الجهود المبذولة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ.
يظل هذا الاتفاق غير مستقر، مع تبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاكه بشكل شبه يومي، وهو ما يثير تساؤلات حول استكمال تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل التي أدت عملياتها الانتقامية العسكرية في قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني.
كما يظل الوضع متأزما في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
الجمعة، دعت الحكومة الألمانية إسرائيل مجددا إلى “وقف بناء المستوطنات”.
وأثار إعلان حظر الأسلحة في آب/أغسطس ردا قويا من جانب حكومة نتانياهو التي اتهمت حليفها التقليدي بـ”مكافأة إرهاب حماس”.
و”احتدم النقاش” عندما أبلغ ميرتس رئيس الوزراء الإسرائيلي بقراره عبر الهاتف، وفق ما أكد المستشار لقناة “إيه آر دي”.
وقد أظهر تشغيل الجيش الألماني الأربعاء للقسم الأول من الدرع الصاروخية “آروو” (حيتس) التي نُشرت لأول مرة خارج إسرائيل، أن ألمانيا تعتمد على الدولة العبرية من أجل ضمان أمنها على المدى الطويل.
وسلطت برلين الضوء مؤخرا أيضا على المساعدة التي قدمتها اليها إسرائيل لتحسين دفاعاتها ضد الطائرات المسيّرة.
– “انتظارات عالية” –
على صعيد آخر، قوبل قرار إشراك إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) المقبلة، والذي اتخذ الخميس، بترحيب حار في ألمانيا، في حين قاد دولا أخرى لإعلان مقاطعة المسابقة.
وكان فريدريش ميرتس قد أكد مباشرة بعد فوزه في الانتخابات التشريعية في نهاية شباط/فبراير، أن نتانياهو يمكنه زيارة ألمانيا رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
لكن المستشارية عادت وأكدت مؤخرا أن هذا “ليس موضوعا للنقاش في الوقت الراهن”.
ويرى مايكل ريميل، مدير مكتب القدس لمؤسسة كونراد أديناور المرتبطة بالحزب الديموقراطي المسيحي الذي يتزعمه ميرتس، في تصريح لوكالة فرانس برس أن لدى نتانياهو الآن “انتظارات عالية” ويأمل في “إشارة دعم مستمرة” من برلين.
من ناحية أخرى، بدت نداءات برلين في الأشهر الأخيرة غير فعالة مقارنة مع “النفوذ الأكبر” لترامب الذي أظهر أنه هو الوحيد القادر على دفع إسرائيل نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ريميل.
بف-بيف/ح س-ود/ب ق
