
afp_tickers
تم نشر هذا المحتوى على
07 ديسمبر 2025 – 01:36
أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس السبت في القدس دعم بلاده “الثابت” لإسرائيل، وذلك خلال زيارته الأولى للدولة العربية منذ توليه منصبه والتي تهدف لإعادة تعميق الروابط التقليدية بين البلدين عقب بعض التباينات بسبب حرب غزة.
وقال ميرتس الذي أثار استياء السلطات الإسرائيلية بقراره في آب/أغسطس فرض حظر جزئي على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل ردا على تكثيفها قصف غزة، “إن الوقوف إلى جانب هذا البلد يشكل جزءا من جوهر سياسة جمهورية ألمانيا الاتحادية الثابت والأساسي وسوف يظل كذلك”.
وأضاف ميرتس الذي رفع هذا الحظر في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بعد وقف هش لإطلاق النار لا يزال ساريا منذ شهرين، “شكلت تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة بعض المعضلات بالنسبة لنا (…) وقمنا بالرد عليها”، مؤكدا “وجدنا أيضا أنه حتى الآن، لا يوجد في الأساس أي تباعد بيننا”.
وتابع أن “إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها لأنها الطريقة الوحيدة لضمان حق إسرائيل في الوجود”.
ومن المقرر ان يجتمع ميرتس برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو صباح الأحد.
ويعد هذا حدثا بارزا في ظل العزلة الدولية التي يعانيها نتانياهو منذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عامين.
ومن المتوقع أن يبحث المستشار ورئيس الوزراء الجهود المبذولة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ.
– “دور بناء” –
وتهدف زيارة ميرتس إلى تعزيز العلاقة المتميزة بين ألمانيا وإسرائيل، على الرغم من التباينات بينهما بسبب حرب غزة وعنف المستوطنين اليهود المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة.
وقبيل زيارته لإسرائيل، دعا ميرتس الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إجراء “إصلاحات ضرورية وعاجلة” في السلطة من أجل “أداء دور بناء” في قطاع غزة بعد الحرب.
وفي محادثة هاتفية مع الزعيم الفلسطيني، دان ميرتس أيضا “الزيادة الهائلة في عنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين” في الضفة الغربية المحتلة، بحسب المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان كورنيليوس.
وأشاد أيضا بـ”الموقف المتعاون” للسلطة الفلسطينية تجاه خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا مجددا دعم برلين لحل الدولتين، بحسب المصدر نفسه.
وسبق ذلك محطة مقتضبة لميرتس في الأردن، أجرى خلالها محادثات مع الملك عبدالله الثاني.
وقال ميرتس في تصريح لصحافيين إن اللقاء تناول بشكل أساسي عملية السلام الهشة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
من جانبه، أفاد بيان للديوان الملكي الأردني بأن العاهل الأردني أكد على ضرورة “الالتزام بتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب بجميع مراحله وإيصال المساعدات الإنسانية”.
وتناول اللقاء بحسب البيان “عمق العلاقات الأردنية الألمانية، إذ أكد جلالته الحرص على توسيع التعاون في شتى المجالات، خاصة الاقتصادية والدفاعية، ومواصلة التنسيق لدعم جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
– “توقعات عالية” –
وتدعم ألمانيا إسرائيل بشدة وتبرر ذلك بمسؤوليتها التاريخية عن محرقة اليهود. ومن المقرر أن يزور ميرتس الأحد مؤسسة ياد فاشيم التي تخلّد ذكرى الضحايا اليهود لألمانيا النازية.
رغم ذلك، شدّدت برلين في الأشهر الأخيرة نبرتها تجاه إسرائيل مع تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل كبير.
ويظل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هشا وغير مستقر، مع تبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاكه بشكل شبه يومي، وهو ما يثير تساؤلات حول استكمال تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.
وكان ميرتس قد أكد مباشرة بعد فوزه في الانتخابات التشريعية في نهاية شباط/فبراير، أن نتانياهو يمكنه زيارة ألمانيا رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
لكن المستشارية عادت وأكدت مؤخرا أن هذا “ليس موضوعا للنقاش في الوقت الراهن”.
وقال مايكل ريميل، مدير مؤسسة كونراد أديناور في القدس المرتبطة بشكل وثيق بحزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي يتزعمه ميرتس، في حديث لوكالة فرانس برس، إنه أصبح الآن لدى نتانياهو “توقعات عالية” ويأمل في “إشارة دعم مستمرة” من برلين.
بف-بيف/ح س-ود-ها/ب ق/سام
